110 أعوام من تاريخ كبير، بطولات على المستوى المحلي والدولي، مدرسة أسست لتخريج اللاعبين في المنتخب الأرجنتيني. ريفر بلايت هبط إلى دوري الدرجة الثانية، لأول مرة في تاريخه، وهو الفريق الذي يمتلك شعبية جارفة في العاصمة بيونس أيرس.
مظاهرات غضب، قنابل مسيلة للدموع، اعتقالات، مصابين.. كل هذا حدث في لقاء كروي، بعد أن تأكد هبوط النادي الأعرق في بلاده وقارته.
كل هذا حدث في بلد ليس به ثورة، ولم تتهم الصحف والفضائيات الثوار بالتخلف، بل ولم تتهم أحدا بقلب نظام الحكم.. بالعكس لم تتعد كونها مباراة كرة قدم، تخللها شغب من بعض مهاويس الكرة، وتم التعامل معهم بقسوة، لأن مصلحة الدولة لا بد أن تكون أولا، وكل شخص لا بد من أن يتحمل خطأه.
لم نر في الفضائيات شخصا يتملق أمام أهالي المشاغبين، ليظهر في دور البطل القومي، دون أن يقدر أن الدولة تمر بمرحلة عصيبة، لم نر أحدا يتسابق في الظهور على الشاشات، لإخراج هؤلاء الصبية، لتستمر المصيبة في باقي المباريات.
الأكثر من ذلك، طريقة تعامل مسؤولي الاتحاد مع الفريق العريق، بجانب القبض على كثير من أصحاب الشغب، وهو حق الدولة الأمني.
أقر الاتحاد الأرجنتيني هبوط الفريق، بل وإقامة ٢٠ مباراة للفريق في الدرجة الثانية، خارج ملعبه، ودون جمهور أهوج لا يعي مدى الإهمال الذي يفعله بشعب محب لكرة القدم.
هنا نرجع بالذاكرة عند هبوط أحد الأندية المصرية الشعبية، حيث تدخل أحد رجال مجلس الشعب، وعدل مسابقة الدوري، ليس حبا في الفريق، لكن ليضمن بقاءه في كرسي المجلس الموقر، الأهم بكثير من قوانين ولوائح دولة، وللأسف، انساق الجميع لضغط رجل مجلس الشعب.
هل هناك أكبر وأقوى من ريفر بلايت؟!.. كل متابعي كرة القدم يعلمون من هو ريفر بلايت، ومدى شعبيته وتاريخه، لذلك أعتقد أن القادم مع الأندية الشعبية، هو الترضية من أشخاص مشاغبين ومهووسين.
وسنرى عند هبوط أي فريق شعبي ماذا سيحدث.. لأننا نعلم ونعي من المستفيد.
لكنهم هناك علموا من المستفيد، وسعوا جاهدين لإحباط ذلك، لأن كيان الدولة أكبر من الكرسي يا حضرات. أرجوكم تفهموا أن الرقي بكيان الدولة، لا يصلح مع المصلحة الشخصية، فدوام الحال من المحال، لأن الدوام لله وحده.
**************
المصدر : جريدة التحرير
**************