ملامحه البريئة وطفولته التي قرر القدر إيقاف مسيرتها عند سنواتها الست، لم تمنع جاك مارشال من أن يصير بطلا لدى الملايين من الإنجليز عقب صراعه الشجاع مع مرض السرطان.
أثارت حالة مارشال تعاطفا شديدا لدى لاعبي كرة القدم في إنجلترا ما جعل وسائل الإعلام تؤكد أن مشجع مانشستر يونايتد الصغير نجح في توحيد صفوف جماهير يونايتد وليفربول ومان سيتي وأرسنال التي حرصت على دعمه رغم التنافس الشديد بينهم.
ولا تندهش حينما تجد مارشال مغطى بشعار ناديه الذي يزين جدران حجرته وملابسه رغم المحاليل الطبية المعلقة في جسده، فهو حب الفريق الذي يتحكم أحيانا في سير حياة المشجعين.
رحل منذ أيام جاك مارشال، تاركا أثرا كبير في نفوس لاعبي إنجلترا على رأسهم جاك ويلشير وواين روني وريو فرديناند الذين تسابقوا على تقديم التعازي لأسرته في وفاة من أسموه "بالمقاتل الصغير".
ورغم جسده المنهك إثر التعرض للعديد من جلسات العلاج الإشعاعي والكيميائي، كان مارشال حريصا على تشجيع ناديه المفضل مانشستر يونايتد والغناء "Glory Glory ManUtd" ما يؤكد أن الأمر بالنسبة لمشجعي الكرة ليس مجرد لعبة تشجع من خلالها فريقك، وإنما هو أسلوب حياة.
الجروح ليست مبررا
جسده النحيل ملقى على سرير بأحد المستشفيات، الكدمات والسجحات والجروح تغطى وجهه ورغم أنه تحت تأثير المخدر والإجهاد يغني محمد بدوي لناديه الأهلي بكل حماس.
شاب صغير يبلغ من العمر 16 عاما، زحف إلى استاد القاهرة لتشجيع ناديه أمام كيما أسوان في دور الـ16 من كأس مصر.
اندلعت الاشتباكات بين الجماهير الحمراء وقوات الأمن عقب هجوم الشباب الأحمر على الرئيس المخلوع ووزير داخليته المحبوس حبيب العادلي.
تعرض بدوي لكل أنواع الضرب والصعق بل أن سيارة شرطة صدمته في شارع صلاح سالم وألقته بعيدا متسببة في كسور بشتى انحاء جسده.
ورغم ذلك لم يتوقف لسانه عن الغناء بإسم الأهلي، فالأمر أكثر من مجرد تشجيع نادي أنه أسلوب حياة.
دموع بيضاء
أن يبكي طفل أمام الملايين أمرا طبيعيا، ولكن أن تسيل الدموع من مقلتي عين شاب يبدو على ملامحه البلوغ وأمام كاميرات التلفزيون وبسبب كرة القدم، هو أمر غير طبيعي.
منذ أن يبلغ الطفل المصري الخامسة من عمره يتعامل معه والده على أنه بات رجلا لا يمكنه البكاء حتى في أحلك المواقف، وكنا دائما ما نسمع جملة "الراجل ميعيطش".
ولكن لأنه الزمالك عشقه الأول لم يتمكن هذا المشجع المكلوم بخسارة كأس مصر أمام إنبي من السيطرة على نفسه لينهار باكيا أمام الجميع.
البكاء في تلك الحالة لا ينقص من قدره ورجولته شيئ فكما قال الشاعر عن دموع الرجال: لماذا الدمع عيب من عين الرجال .. فحتى الجبال تسقط أحجارها
فالدموع الصادقة التي نراها هنا تثبت أن الأمر يتخطى في بعض الأحيان نطاق تشجيع الفريق متحولا إلى أسلوب حياة.