مولده وبدايته
ولد محمد أحمد عادل هيكل الشهير بعادل هيكل بالجزيرة فى 23 مارس عام 1934 والتحق بروضة قصر الدوبارة ثم بالجيزة الثانوية ثم المعهد العلمى وأخيرا السعدية الثانوية وتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1967 وقد عمل بالصحافة بمجلة الجيل الجديد والأنوار اللبنانية وجريدة الوفد وذلك بدون مقابل .
والده هو المناضل المصرى الصعيدى الأستاذ/على أحمد هيكل المحامى سنة 1928 ، والدته هى ملك فايد صدقى تركيه شركسيه من أسطنبول ومازالت عائلتها حتى الأن فى تركيا .
قصة حراسة المرمى
منذ السادسة من عمره ظهرت موهبة عادل هيكل بصورة واضحة وانطلق فى شوارع حى المنيل بالقاهرة وكان بيت عائلته قريبا من بيت الكابتن محمد لطيف رحمه الله وبعد ذلك انتقلت والدته لمنطقة الدقى ومارس عندئذ هيكل كرة القدم فى مدرستى الجيزة الثانوية والسعدية وبرز بشدة فى حراسة المرمى حيث كان عاشقا للقفز والحركات البهلوانية .
وعندما شاهده مدرب الناشئين فى الأهلى الكابتن حسين كامل ضمه لناشئى النادى عام 1947 وكان عمره 13 عاما ولسوء حظه أصيب بكسر مضاعف فى ذراعه الأيمن وتولى الأهلى رعايته وعالجه الدكتور عبد الحى الشرقاوى رحمه الله (أفضل دكتور عظام فى ذلك الوقت) وقد زاره بعد هذه الإصابة العظيم مختار التيتش ومحمد بك مدكور ليطمئنوا والدته وعاد هيكل للملاعب ولكن أصيب بمرض التيفود بعد ستة أشهر وكان الفنان نجيب الريحانى قد أصيب من قبل بهذا المرض وتوفى بعد أن تأخر الدواء الذى كان قد طلبه الدكتور المعالج للريحانى من أمريكا ، وتدهورت صحة هيكل ولكن والدته قامت بشراء هذا الدواء الذى كان مخصصا لعلاج الريحانى وتماثل الحارس الطائر للشفاء بحمد لله وكتبت الصحف وقتها (وفاة الريحانى أعطت الحياة لهيكل) .
عاد هيكل للأهلى بعد تماثله للشفاء ولعب مع فريق الأشبال لمدة عامين وفاز معه بالبطولة ولم تهتز شباكه بأى هدف كما حصل على كأس أحسن حارس مرمى فى بطولة سداسيات الزراعة والتى اشتركت بها جميع المدارس والجامعات واختاره المدرب العالمى بروشتش (مدرب مصر آنذاك) ضمن الفريق الممثل لمصر .
هيكل فى الفريق الأول
البداية كانت صعبة أمام الترسانة حين اقترح التيتش أن يشارك هيكل لأول مرة مع الفريق الأول ولسوء حظه خسر الأهلى بنتيجة 6-2 ، وفكر هيكل فى عدم العودة لكرة القدم مرة أخرى واعتبر نفسه مسئولا عن هذه النتيجة وبعد المباراة انتظره التيتش فى حديقة النادى وما أن فتح سيرة المباراة حتى قال له هيكل أنها المرة الأخيرة التى سيراه فيها يلعب الكرة ولكن التيتش كعادته بكل إحتواء قال له : انت ستكون أفضل حارس مرمى فى مصر .
وفوجئ هيكل باسمه فى قائمة مباراة الترام الثانية وكان هذا الفريق من أصعب الفرق التى تواجه الأهلى بالرغم من خسارته من أكثر فرق الدورى ، وشعر هيكل بحماس كبير وبدأت المباراة ولكن اهتزت شباكه بهدفين وقبل انتهاء المباراة سمع صوت أحد المشجعين المتعصبين يهدده قائلا : ( لو الأهلى خسر هقتلك ...دى أول مرة الأهلى يدخل فيه 8 أجوال فى أسبوع ) ، ولكن نجح الأهلى فى إحراز التعادل .
تفانى هيكل فى التدريب بجدية حيث كان أمامه حراس عظماء فى حجم براسكوس وعبد الجليل وكاتو حتى لقب بالحارس الطائر لقفزاته العالية وقدرته الفائقة على السيطرة على الكرة داخل منطقة الجزاء ، وتميز بالمرونة وحسن التصرف وسرعة البديهة فى كثير من الكرات ويحكى لنا الحارس عن أنه كان يلعب أمامه ثلاثة مدافعين ويسدد عليه خمسة مهاجمين ورغم ذلك تميز وأجاد فى كثير من هذه الكرات وتعامل معها بكل تفوق وقد حصل مع الأهلى على عشر بطولات دورى ممتاز وستة بطولات كأس مصر .
من أبرز المباريات التى خاضها هيكل مباراة بنفيكا الشهيرة التى خاضها الأهلى عام 1963 وكان بنفيكا بطل أوروبا أعوام 1960 ، 1961 ، 1962 وقاهر ريال مدريد ، والذى كان يضم نجوما ومنهم إيزيبيو (هداف كأس العالم 1966) الذى أشاد به لتألقه الشديد ومنعه من إحراز الأهداف فلقبه الناقد نجيب المستكاوى (رحمه الله) بمانع الأهداف .
ولعب أيضا أمام برشلونة ودوكلابراخ وفاز الأهلى 1-0 وكان نجم المباراة ،وأيضا أمام ردستار اليوغسلافى وفلومينزا البرازيلى و إيرابواتو بطل المكسيك .
كما عرض مدير نادى بنفيكا على سكرتير الأهلى محمود لاشين (رحمه الله) ضم هيكل بمبلغ 50 ألف دولار مقابل التخلى عنه ، كما تلقى من أندية أخرى مثل جالطة سراى والذى عرض عليه الحصول على الجنسية التركية ولكن هيكل بكل حب ووفاء فضل البقاء فى الأهلى ومصر ورفض العروض الكبيرة المغرية بشدة فى ذلك الوقت .
ونال هيكل إعجاب المدرب الرازيلى فيولا الذى اعتبره أحد أفضل الحراس العالميين مبديا إستعداده لضمة إلى فريق عالمى لو أراد هو ذلك مشيدا بقدراته فى الزود عن مرماه من كرات مستحيلة .
لقب هيكل باسم بعبع الزمالك لعدم قدرة الزمالك على الفوز على الأهلى طوال مشاركات هيكل مع الأهلى أمام الزمالك .
هيكل مع المنتخب الوطنى
تألق هيكل مع منتخب مصر مثلما تألق مع الأهلى وأحرز مع المنتخب بطولة كأس الأمم الإفريقية الثانية عام 1959 بعد فوز مصر على السودان ولعب مباراة كبيرة وأوقف هجوم السودان بقيادة الخطير صديق منزول .
ولقب عادل هيكل بالأخطبوط عندما لعب أمام إيطاليا فى دورة ألعاب البحر المتوسط عام 1957 بإيطاليا ببسكارة حيث كان إحتياطيا للحارس براسكوس (اليونانى الأصل) وتألق هيكل بشدة ثم لعب المباراة الثانية أساسيا أمام تركيا بإسطنبول .
لعب هيكل مباراة كبيرة أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا (الذى لعب المباراة النهائية ضد البرازيل فى كأس العالم 1962 بتشيلى) ، وأجاد هيكل بشدة فى هذه المباراة التى كادت أن تفز بها مصر وكاد الضيظوى أن يحرز الفوز لمصر واصطدمت كرة بالعارضة فى آخر دقيقة ومن هجمة مرتدة حسم منتخب تشيكوسلوفاكيا المباراة لصالحه بنتيجة 2-1 وسميت بالمباراة الحزينة .
وبعدها استدعاه مجلس الثورة وعلى رأسه المشير عبد الحكيم عامر ووعدوه بتأمين مستقبله من حالة تألقه وكان هدفهم جعل حارس المنتخب من أصول مصرية بدلا من براسكوس الذى كان من أصول يونانية .
ولعب هيكل مع منتخب مصر ضد الفريق الذهبى للمجر الذى فاز على إنجلترا بومبيلدون6/3 وبودابيست 7/1 بقيادة بوشكاش وكوتتش و بوجيك وجروشيتش ، كما لعب مباراة العمر ضد اليونان وتألق و حافظ على فوز مصر 1/صفر بأثينا وتأهلت مصر إلى نهائيات بطولة كأس العالم العسكرية بالأرجنتين .
و لعب فى بطولة الدورة العربية سنة 1961 بالمغرب وفازت مصر 13/صفر على السعودية ، ثم 8/صفر على الكويت ، ثم 5/صفر على لبنان ، ثم 2/1 على ليبيا ، وفى المباراة النهائية كان الفريق المصرى متقدما على المغرب 2/صفر ولكن لم تكتمل المباراة بدواعى الشعب .
ولعب ضد النمسا التى كانت بطلة أوربا سنة 1961 وفازت مصر 1/صفر وكانت تضم أوتسفيرك وهنابى أحسن لاعبى أوربا والذين لقبوا هيكل بأبو الهول الثانى ، وكذلك أمام تركيا خمسة مباريات دولية فى أسطنبول وأنقره ومصروإيطاليا والبرتغال ، وأمام يوغسلافيا بطلة روما الأوليمبية مباراتين دوليتين حيث خسرت مصر المباراة الأولى 1/صفر بملعب الزمالك وتعادلت فى المباراة الثانية صفر/صفر بملعب الأهلى .
ولعب تصفيات بطولة أفريقيا المؤهلة لنهائيات الدورة الأولمبية التى فازت فيها مصر بالمركز الأول على جميع الدول الأفريقية بعد تغلبها على نيجيريا 6-2 فى لاجوس ثم 3-0 فى القاهرة ، وعلى تونس 3-1 على ملعب النادى الأهلى ، والتعادل مع غانا 2/2 فى أكرا ثم على السودان 1/صفربالسودان و 3- صفر بملعب نادى الزمالك .
ولعب أيضا لمنتخب المدارس فى البطولة العربية فى دمشق ولبنان وفازت مصر فى البطولتين الدوريتين ، وكذلك فى بطولة الأمم الإفريقية الثالثة بالحبشة عام 1961 وأصيب هيكل ودخل المستشفى بعد المباراة النهائية التى فازت بها أثيوبيا بشق الأنفس بعد تقدم منتخب مصر ولولا إصابة هيكل لكان الأمر تغير رأسا على عقب .
هيكل بين أفضل 10 حراس مرمى أفارقة
اختارت مجلة الألعاب الإفريقية التى تصدر فى باريس النجم عادل هيكل (حارس مرمى الأهلى ومصر فى الخمسينيات والستينيات) ضمن أحسن عشرة حراس مرمى أنجبتهم القارة السمراء من عام 1958 إلى 1983 .
وقد كتب التونسى محجوب فوزى الكاتب بهذه المجلة معلقا على ذلك : "إن عادل هيكل كان له دور كبير فى فوز مصر على السودان فى نهائى كأس الأمم الأفريقية الثانية فى 29 مايو سنة 1959 وأستطاع ان يحافظ بمهارته على تقدم الفريق المصرى على الأشقاء السودانيين وأحتفاظ مصر بالفوز والكأس" ، وعن مميزات عادل، ذكر أنه كان يتميز بمرونه فائقة ورد فعل مذهل وقبضته كانت تحتوى أصعب الكرات .
وأضاف قائلا : إن جسم وطريقة أدائه كانتا شديدتى الشبه بياشين حارس المرمى السوفيتى العظيم .
ويضيف : عادل هيكل كان بالقطع واحد من أعظم حراس المرمى الذين أنجبتهم الكرة المصرية ، وقد ترك لجمهوره ذكريات لا تنسى ، لعل من أبرزها فوز مصر على إيطاليا فى بسكارا فى كأس البحر المتوسط بهدف للاشئ ، وقد تألق عادل فى الشوط الثانى واستطاع ان يحافظ على نظافة شباكه .... ثم هناك أيضا مباراة بنيفيكا الشهيرة التى فاز فيها الأهلى على بنيفيكا عقب فوزه بكأس أوروبا ، والتى كان يمكن أن يصبح بعدها عادل نجما عالميا لولا ولاؤه لناديه فضل البقاء فى مصر على قبول العروض المغريه الى أنهالت عليه من الخارج"
واختير هيكل أيضا أحسن حارس مرمى فى بطولة إفريقيا 1959 التى أقيمت بمصر وحتى 1961 بدون منازع ، اختير أيضا من أفضل حراس المرمى فى بطولة البحر المتوسط 1963 بنابولى .
إعتزاله
أصيب عادل هيكل بخلع فى كتفه الأيمن فاضطر لإعتزال حراسة المرمى بالرغم من محاولاته للعودة ولكن الإصابة حالت دون ذلك فأنهى مسيرته الرياضية الناجحة عام 1969 .
هيكل يتجه للتمثيل
وقد قام عادل هيكل بالتمثيل فى ثلاثة أفلام هى (إشاعة حب) عام 1960 مع الفنانين يوسف وهبى وعمر الشريف وسعاد حسنى ، و(مذكرات تلميذة) عام 1962مع الفنانين أحمد رمزى ونادية لطفى وحسن يوسف ، و (حديث المدينة) عام 1964 مع الفنانين سميرة أحمد وشويكار واللاعبين طه إسماعيل وعصام بهيج وعلى محسن .
وأخيرا لنا كلمة
بكل ما تحمله الكلمة من معان يستحق هؤلاء أن يطلق عليهم نجوما....فهم من لعبوا بإخلاص وحب لفريقهم وبلدهم ولم يتأخروا فى بذل مزيد من جهدهم فسكنوا قلوب جمهورهم لإنهم شربوا من كأس الإنتماء الذى شح هذه الأيام .
إنه النجم عادل هيكل الذى فضل ناديه الأهلى ومنتخبه مصر على العروض المغرية بشدة والتى جاءته من الخارج وأيضا على الزمالك الذى خطفه مسئولوه وعرضوا عليه مبلغا كبيرا ولكنه فضل الأهلى ، والذى تعلم الكثير من عائلته ومن والدته العظيمة التى ما إن علمت أن النادى الأهلى عرض عليه مبلغا أكبر من زملائه كى يبقى فى الفريق فرفضته وقالت فليؤخذ مثل زملائه تماما لا يزيد عنهم فى شئ .
على عكس الكثير من أبناء هذا الجيل يفضلوا من يدفع المزيد على ناديهم الذى قدم أوراق إعتمادهم وأعادهم على الساحة من جديد فسقطوا من الأذهان وبقى نجوم زمان .
حقا بعد هيكل ياتى بيبو وبعد بيبو ياتى ابو تريكة انه النادى الاهلى لو لم اكن اهلويا لوددت ان اكون اهلويا:::::::::::