أعتبر خسارة منتخب مصر امام المنتخب الثاني او الرديف للبرازيل مساء أمس
في الدوحة بهدفين فقط ، نتيجة غير سيئة ولا تدعو لليأس والاحباط فيما
يتعلق بمستقبل المنتخب مع المدرب الامريكي الجديد بوب برادلي ، وبالنظر
إلى أن المباراة هي الاولي لبرادلي وأنه لم يشرف على الفريق سوي أربع او
خمس تدريبات مرات ، فهي ليست كارثة .. ومن المؤكد أن برادلي لم يكن لديه
اختيار في لعب مباراة البرازيل او الاعتذار عنها ، لإن الاتفاق عليها
والارتباط بها رسميا حدث قبل توليه رسميا مهمة تدريب منتخب مصر ، واعتقد
أن أي مدرب لمنتخب كبير بحجم منتخب مصر ،أو حتى لناد صغير ، لم يكن سيفضل
مواجهة منافس كبير بحجم منتخب البرازيل مهما كان اللاعبون الذين يمثلونه ،
في أول تجربة له لإنه لم يتعرف على فريقه الجديد بعد ، حتى لو كان لعب
مباراة أمامه او شاهد شرائط فيديو للعديد من مبارياته .. ورغم ذلك فإنني
أخشى أن يكون برادلي مصابا بضعف الشخصية، بحكم أنه جرى وسعى وتعلق بقوة
لتدريب منتخب مصر ولم يكن له أي شروط، وبالتالي فإنه قبل فكرة أن يكون
إختباره الاول في مواجهة منتخب البرازيل دون أن يفكر بأن النتيجة لوجاءت
ثقيلة ، فكان يمكن أن تدمر مستقبله مع الكرة المصرية ،أو تدخله على الاقل
عش الدبابير في مواجهة الميديا الرياضية المصرية من صحف وفضائيات ومواقع
اليكترونية ، وهي ميديا قوية ، كفيلة بالقضاء على السير فيرجسون ومورينيو
وجوارديولا .. وليس فقط عم برادلي الطيب ، والذي أرجو ألا يكون ضعيفا !
أما عن المباراة التي تابعتها بالامس من ستاد أحمد بن على بنادي الريان
بالعاصمة القطرية الدوحة، فكان مستواها متوسطا أو تحت المتوسط من المنتخب
البرازيلي وضعيفا من منتخب مصر الاول بكامل نجومه ، رغم أنه منتخب ملقب
بحامل كأس أمم افريقيا ثلاث مرات ، لكن ذلك أصبح من الماضي القريب ، والذي
أرجو ألا يصبح بعيدا ، لان منحنى المنتخب المصري ، بدأ في الهبوط
الاضطراري السريع ، لدرجة عدم تأهل المنتخب للادوار النهائية للدفاع عن
لقبه ، وهي من المرات النادرة التي يفشل فيها حامل اللقب في الحصول على
فرصة الدفاع عن لقبه ، وأيضا هي من المرات النادرة في تاريخ منتخب مصر
التي يغيب فيها عن النهائيات، وكانت إشارات هبوط المنحني المصري ، قد بدأت
مع فشله في التأهل لنهائيات كأس العالم الماضية،ومع هبوط مستوي وأداء
ونجومية ولياقة عدد كبير من نجومه الذين كبرت سنهم وترهل مستواهم ، ولم
يوفق حسن شحاتة في الاعتماد على بدلاء لهم بالتدريج حتى لايحدث هذا
الانهيار غير المفاجيء !
فقر مستوي أداء منتخب الفراعنة جعل الجمل التكتيكية للفريق في مباراة أمس
قصيرة جدا ومتقطعة الانفاس ، وتحركاتهم بطيئة وينقصها الذكاء ، ولياقتهم
ضعيفة وتمريراتهم غير سليمة وخسروا بسهولة معظم المعارك الثنائية على
الكرة والاستحواذ وافتقدوا الروح القتالية والحماس لتعويض فارق المستوى
والمهارات في مواجهة المنافس البرازيلي ، ونحمد الله ان منتخب السامبا
بالأمس لم يكن بالصف الاول ، وإلا لكان المنتخب المصري قد نال هزيمة
تاريخية وبعدد قياسي من الاهداف .
وعن الفارق بين مباراة الامس ومباراة كأس العالم للقارات ، فلا مجال
نهائي للمقارنة بينهما ، لان فريقي الامس كانا مختلفين تماما في كل شيء
بإستثناء إسم وعلم كل فريق .
وبالمناسبة ، ورغم اقتناعي بأن الحكم على مستوي المدرب الامريكي لايمكن أن
يكون دقيقا ، بعد مباراة واحدة وأمام منافس كبير مثل البرازيل ، فإنني
أميل بشكل أكبر لمقولة أنه ليس رجل المرحلة الانسب للكرة المصرية ،
والقادر علي فهمها واستيعاب معادلة التفوق فيها وسيستغرق وقتا طويلا
لتحقيق ذلك ، ويمكن استكشاف عيوب سريعة في أسلوب قيادة الرجل للفريق ،
ومنها عدم تمكنه من معالجة أخطاء فريقه خلال المباراة وخاصة ضعف وندرة
الهجوم الفعال علي مرمي البرازيل ، كما أنه أساء التشكيل والتغييرات ، فلم
يبدأ بالنجم أحمد حسن صقر المنتخب وكابتن الفريق ، والممتليء حماسا ،
والذي أؤكد أنه كان يرتدي فانلة برقم مبارياته الدولية الجديد الذي عادل
به رسميا رقم الحارس السعودي الكبير محمد الدعيع ، وربما كان الصقر يترقب
تسجيله هدفا ، لإظهار فانلته والاحتفال بالانجاز العالمي .. وبالمناسبة
هناك جملة اعتراضية على تصريح محمد الدعيع في أمسية معادلة زميله المصري
أحمد لعدد المباريات الدولية القياسي في العالم ومشاركته لقب عميد لاعبي
العالم ، وجاء في التصريح أنه يمتلك عشر مباريات دولية غير محتسبة بسبب
تقصير الاتحاد السعودي للكرة في تسجيلها !.. و لم يكن من اللائق تماما
للدعيع إصدار هذا التصريح في هذا اليوم ، بل كان يجب عليه تهنئة زميله
المصري بكل روح رياضية .
وأخيرا، فإذا كان منتخب مصر قد كسب نجما دوليا جديدا وهو أحمد حجازي ، قلب
الدفاع الصاعد ، ومعه الحارس أحمد الشناوي ، فإن هناك بعض الوجوه في
المنتخب التي لا تستحق مجرد اختيارها للمنتخب وليس تمثيله بالفعل في أرض
الملعب .. أقول ذلك وأنا التمس بعض العذر اللاعبين وأقول للجماهير المصرية
عليكم بالصبر قليلا ، والانتظار لحين تكوين فريق ذهبي جديد .
أما تبرير برادلي للهزيمة في المؤتمر الصحفي بأن الفريق المصري لياقته
ضعيفة ويحتاج لخبير أحمال ، فهو عذر أقبح من ذنب.. وكلام لا يصح أن يقال
في هذه المناسبة ، ولماذا لم يعلن ذلك من قبل ، ولماذا قبل المهمة بدون
تحقيق ذلك ، وهل مدرب الكرة في العصر الحديث متخصص في الشئون الفنية فقط
ولا يستطيع استخدام معلوماته وخبراته او حتى مساعديه الثلاثة للقيام بمهمة
الاحماء والتسخين وتدريب وضبط اللياقة البدنية التي تعتمد أصلا على
التدريبات البدنية للاعبين في أنديتهم .
و عن السامبا ومدربهم وتعاليهم السابق في كأس القارات ، فلم يظهر في
الدوحة ، لان الظروف كانت متغيرة كما قلت من قبل ، ولان النتيجة ليست
ثقيلة ، والبرازيليون لم يكونوا مبهرين ، وقد تجاهلوا التعليق علي مستوى
المنتخب المصري الذي لم يكن يستحق التعليق !!