احب كرة القدم الاسبانية لجماليتها.. والانجليزية لقوة الصراع ولكني اعشق
الايطالية لتكتيكاتها وقدرة اي فريق مهما بلغ حجمه ان يقدم عرضا قويا مهما
كان اسم المنافس او قوته وحتي ان جاءت الخسارة كبيرة او صغيرة تبقي دائما
الفرق الايطالية الاعلي تكتيكيا في العالم وينضم اليها عدد محدود من الكبار
في مختلف دول العالم
وهنا يجب ان نقول ان المنظومة التكتيكية
الايطالية قد انضم اليها عضو جديد من القارة الافريقية اسمه ناد القرن او
المارد الاحمر انه النادي الاهلي .. فبطل افريقيا لستة مرات وثالث العالم
قدم اداء تكتيكيا عاليا وامتعنا طوال الوقت الاصلي ويكفي انه ظل متعادلا مع
العملاق البافاري واحد المرشحين بقوة للوصول الي المربع الذهبي في دوري
ابطال اوربا
الاهلي وبركان فيزوف
بركان فيزوف هو الجبل البركاني الثائر الوحيد في اوربا ويقع في مدينة
نابولي ويبدو ان فريق المدينة نابولي قد استمد قوته من هذا البركان ويعتمد
والتر مازاري المدير الفني للفريق على طريقة 3-4-3 وبها وصل للدور الثاني
من دوري ابطال اوربا واحرج البايرن وهزمه وهزم اثرياء اوربا ( مانشستر
سيتي ) والغواصات الاسبانية ( فيا ريال )
يبدو ان اللون الازرق
والذي ارتداه الاهلي امس اكتسب سمات فريق نابولي ( الذي يلعب باللون
السماوي) ليس فقط في خطة اللعبة الذي سنناقشه باستفاضة بل وايضا في قوة
الاداء التكتيكي والانضباط اللامتناهي في مباراة الامس باستثناء فترات
قليلة تحدث لكافة الفرق في الكرة الارضية
بدا الساحر جوزيه بطريقة
3-4-3 وبنفس تكتيك نابولي خاصة في الناحية الهجومية حيث لعب شريف اكرامي
امامه الثلاثي السيد وغالي وجمعه ثم الرباعي معوض وعاشور وشوقي وفتحي ثم
الثلاثي يمينا بركات ويسارا جدو وفي العمق من اسفل عبدالله السعيد
بينما
لعب هاينكس بطريقته المعتادة للعملاق الالماني بالاعتماد على 4-2-3-1
بوجود نوير في حراسة المرمي امامه الرباعي من اليمين بواتنج وفان بويتن
وبادشتوبر وفيليب لام كظهير ايسر ثم ثنائي الارتكاز تيموتشوك وسباستيان
شفاينتسيجر ثم الثلاثي الهجومي ارين روبين يمينا ومولر في الوسط وكروس في
اليسار ثم راس الحربة ماريو جوميز
دقائق قليلة من المباراة وخرج
جوميز ويلعب بدلا منه ايفيكا اوليتش ليتناوب هو ومولر وكروس مهمة راس
الحربة فيما بقي روبين في جبهته اليمينية طوال المباراة
ثلاثي هجوم
الاهلي انتشر بطريقه عرضية تماما فوجود بركات وجدو على طرفي الملعب لجعل
العمق خاليا مع وجود السعيد في العمق متقدما للامام في حالة الهجوم
ومتراجعا في الاداء الدفاعي ليشكل مثلثا هو قاعدته مع بركات وجدو وايضا
مثلثا دفاعيا هو راسه وقاعدته شوقي وعاشور
مسكارا ولافيتزي والسفاح
اديسون كافاني هؤلاء هم ثلاثي رعب نابولي وهم ينتشرون بالطريقة ذاتها
الفارق الوحيد ان السعيد بالاخص كان هذا المركز جديدا عليه فواجباته تختلف
تماما عن طريقة 3-4-1-2 بوجود راسي حربة صريحين امامه يمكنه وقتها اما ان
يهرب للاجنحه او ان يرسل الكرة للعمق ..اما في طريقه الامس فهو يعتبر صاحب
اللمسة الاخيرة باحراز الهدف ولكن يبقي ان ادائه كان جيدا مقارنة بانه يلعب
بواجبات جديدة وبمواجهته لتيموشوك او شفاينستيجر
سيد معوض امتياز ..
ليس فقط لانه اوقف اشهر لاعبي البايرن روبين ولكنه قام باداء دور الظهير
الثالث بكفاءة وكأن الاهلي يلعب بدون ليبرو وهذا ما حدث بالفعل .
ثلاثي
الاهلي الدفاعي حاول الانتشار عرضيا وفتح الملعب على مصراعيه ولكن المشكلة
انه لم يقم بذلك طوال الوقت وفي الاوقات التي حاول فيها فتح الملعب استطاع
الاهلي السيطرة على الكرة في وسط الملعب ووجدنا جمعه في مركز الظهير
الايمن ليشكل عمقا دفاعي لفتحي والذي حاول وقتها عمل ثنائيات مع بركات في
الناحية اليمين وهنا كان نقطة الضعف الوحيدة في الاهلي امس ولو فطن لها
جوزيه لبات للاهلي شكلا هجوميا شرسا في حال امتلاك الكرة
لو دخل احمد فتحي ناحية العمق بجانب عاشور وشوقي اثناء امتلاك الكرة لحدثت
سيطرة اكبر خاصة في الشوط الاول والذي تحسس فيه الاهلي خطواته رويدا تجاه
المرمي البافاري ووقتها سيواجه ثلاثي وسط الاهلي ثنائي البايرن ووقتها ايضا
سيضطر مولر او كروس لمعاونة ثنائي الوسط الالماني وسيزيد الامر صعوبة
بانضمام السعيد معهم ليلعب بحرية اكبر وتصبح مهمة استلامة للكرة اسهل من ذي
قبل
النقطة السابقة لم تكن لتتحقق الا في ظل سرعة تبادل الكرة
والاهم سرعة تبادل المراكز فاختراق شوقي او عاشور او حتي فتحي من الخلف
للامام والكرة في قدم السعيد ستجعل الاخير اما ممررا للكرات في عمق الدفاع
الالماني وهو ما قام به تريكه في هدف الاهلي او التصويب القوي وهو ما قام
به السعيد في الشوط الاول وانقذ بواتينج الكرة
احمد السيد .. كان اقل
لاعبي الاهلي حظا في التالق وسجل في مرماه كل هذا لا يهمني المشكلة كانت في
افتقاده لثقة مواجهة مولر او كروس خاصة في الشوط الاول وان تحسن قليلا في
الشوط الثاني وساهم في انقاذ هدف محقق
حسام غالي ... كنت انوي ان
اتحدث عن ( الكوبري الحصري المسجل باسمه ) ولكن زميلي رضا غانم قام بهذا ..
المهم ان غالي كما هو سواء لعب في الوسط او في الدفاع دائما متميز وليس
لديه رهبة من مواجهة اي لاعب في اي مكان من الملعب وان كنت اطلقت عليه
بيرلو الكرة المصرية فانا ساسحب هذا الاسم منه لانه بات لاعبا له اسلوبه
المميز فهو قادر على القيام بادوار لم يقم بها بيرلو نفسه وابرزها هو دور
المساك الثالث او الليبرو
جدو وبركات حاولا قدر استطاعتهما تالق
الاول خاصة في الشوط الثاني والثاني لم يحالفه الحظ في الشوط الاول .. اما
عبدالله السعيد فالتمس له كل العذر لان واجبات مركزه كانت صعبة عليه في ظل
انه يلعب لاول مرة بهذه الطريقة
محمد ابوتريكة .. تمريرة حريريه بهدف وتصويبه قوية كادت تسكن الشباك .. ماذا اقول اكثر من هذا؟
جونيور .. علي عكس البعض الذين قالوا انه تالق ..اكدت هذه المباراة انه
لاعب مفيد فقط بدنيا اما كرة القدم والتعاون الجماعي فهو مازال بعيدا عن
هذه الجزئية المشكلة الاكبر ان الاهلي عندما يفقد الكرة تراه بطيئا في
معاونة زملاؤه .. الاكثر اهمية انه لن يفيد الاهلي في حال تطبيق طريقة
3-3-3-1 كما حدث في المباريات السابقة حيث تكون للمهارة والتعاون الجماعي
اهم نقطة في هذه الطريقة
شهاب وشديد ووليد .. حاولوا اظهر بعض ما لديهم ولكن الوقت لم يسعفهم
شريف اكرامي .. انقاذات ممتازة ولا يسأل عن الهدفين وخاصة الهدف الثاني فهو
قام بالخروج وعندما وجد الكرة ستصل لكروس سارع باستخدام قبضة يده ليبعد
الكرة عنه مهاجم البايرن وعن ثلاثي من دفاع الاهلي .. ضعف ( بوكس اكرامي)
كان سببه انه لمس الكرة باسفل القبضة لانه لم يلحق بها وكان واجبا على دفاع
الاهلي الانتشار الجيد .. المهم ان اكرامي على الطريق الصحيح ويكفي انه
تخلص نهائيا من التردد وبقي فقط التوقيت للوصول السليم في كل مرة
مانويل جوزيه .. الساحر البرتغالي العجوز اجاد في هذه المباراة النقطة
السلبية الوحيدة كانت في عدم اشراكه للسيد حمدي بديلا لجونيور ولو لخمس
دقائق في النهاية بالتاكيد كان سيعطي انتعاشة للفريق الاهلاوي وكان سيخفف
الضغط عن وسط الملعب خاصة بعد خروج بواتينج
الاهلي .. امتياز في الاداء الدفاعي جيد في الاداء الهجومي باختصار لو
توافر للفريق من 6 الي 8 مباريات في العام مع فرق اوربية بتجارب قوية
كتجربة الامس لدخل الاهلي في منحني اخر من الاداء ولسيطر تماما على بطولات
القارة الافريقية .. فهل تفعلها ادارة الاهلي ؟