اكد شريف اكرامى حارس مرمى النادى الاهلى انه لن يعلب فى بورسعيد مرة اخرى طوال حياته الكرويه بعد الاحداث التى شاهدها عقب لقاء المصرى والتى راح ضحيتها اكثر من 194 روح طاهرة .
وقال اكرامى فى حوار مع الشروق " مستحيل وعلى جثتى ان العب فى بورسعيد , كيف نلعب هناك مجددا بعد المذبحة التى حدثت فى الملعب وهل يمكن أن ينزل أى لاعب إلى الملعب وأمام عينيه صورة الشهداء الذين ماتوا فى نفس المكان، وأعتقد أن ذلك غير مقبول وسوف يمثل استفزازا غير عادى لمشاعر أهالى الضحايا.
وهذا نص الحوار :
** ما سبب غيابك عن لقاء الشباب الكويتى فى أولى مباريات الأهلى الودية فى معسكر الإمارات؟
ــ تعرضت للإصابة بشد فى العضلة الخلفية فى أول مران للفريق فى دبى ومن ثم خضعت للعلاج خلال الأيام الماضية وكنت جاهزا لكن بشكل غير كامل لخوض المباراة لكن الجهاز الطبى فضل عدم إشراكى حرصا على سلامتى وحتى لا تتفاقم الإصابة وتطول فترة ابتعادى عن الملعب، وحاليا أنا جاهز للقاء أهلى دبى فى ثانى التجارب الودية والمقرر له غدا الاثنين.
** وكيف ترى معسكر الفريق فى الإمارات؟
ــ رغم أننى شخصيا (ماليش نفس للقيام بأى شىء)، لكنى أتمنى أن تكون فرصة للتخلص من الحالة النفسية السيئة التى نمر بها جميعا ونتمكن من الاستعداد بشكل جيد للقاء دور الـ32 بدورى أبطال أفريقيا حيث إنها بطولة مهمة ونسعى للفوز بلقبها هذا الموسم.
** أعود بك إلى مأساة بورسعيد.. ما هى شهادتك على ما حدث فى تلك الليلة المشئومة؟
ــ لا أحد يمكنه نسيان ما حدث فى تلك الليلة، وبالتأكيد لن أنسى ما حدث ما طال الزمن لأكثر من سبب، أولها أنها كانت المرة الأولى فى حياتى التى أتعرض فيها للضرب بهذا الشكل الهمجى والوحشى، ففى الأحول الطبيعية قدراتى تؤهلنى بفضل الله للتصدى لأى اعتداء وردع المعتدى، لكنهم تكالبوا على من كل جهة ولم أدر ماذا أفعل وكأننى فى كابوس، وثانى الأسباب وهو الأهم أن تلك الليلة شهدت مذبحة بشعة لجماهير الأهلى التى لم تقترف أى ذنب سوى أنها حضرت خلف الفريق لتشجيعه.
** ولماذا طال صمتك طوال الفترة الماضية عقب احداث بورسعيد؟
ــ لأننى رأيت أن السكوت أفضل من الكلام فى مثل هذه الظروف التى نمر بها جميعا بعد استشهاد جماهير الأهلى فى بورسعيد، وبصراحة لم يكن لدى أى قبول لأى شىء للكلام أو التدريب بعدما شاهدناه فى تلك الليلة، وأعتقد أنه شعور كل لاعبى الأهلى، ولقد تابع الجميع كيف كان لاعبو الفريق بعيدين عن مستواهم بشكل كامل فى لقاء الشباب الكويتى بسبب الحالة النفسية السيئة التى مازالت تسيطر على الجميع.
** لماذا لم تهرب سريعا بعد اقتحام الجماهير للملعب؟
ــ الهروب ليس من طبعى.. فقد وقفت بل وضربت بعض هؤلاء البلطجية ولو أعيدت الحادثة لفعلت ذلك أيضا لأنهم كانوا جبناء ولو وجدوا من يتصدى لهم لفروا كالفئران حتى لو كانوا 50 ألفا.
** وهل كنت من اللاعبين الذين فكروا فى الاعتزال بعد هذه الكارثة؟
ــ بصراحة لم أفكر فى الاعتزال رغم قسوة ما رأيت.. حيث توفى شقيقى أحمد فى ظروف صعبة عام 2006 وكنت وقتها ألعب فى هولندا وعشت أصعب أيام حياتى لكن الحياة لم تتوقف وهو ما يجب أن نؤمن به لأن النسيان نعمة من عند الله.. ولو كانت الدنيا تتوقف ماذا كنا نفعل بعد رحيل الرسول (صلى الله علية وسلم).
** هل أنت متأكد أن من اقتحموا الملعب من جماهير المصرى؟
ــ طبعا من جماهير المصرى لأننى سمعت لغتهم أثناء تلك الأحداث.. وحتى لو قلنا إن هناك مجموعة من البلطجية كم كان عددهم؟ من قام بتلك الجريمة من جماهير المصرى ولابد من الاعتراف بذلك حتى نستطيع حل المشكلة من الاساس بدلا من محاولة البحث عن مخرج لجماهير المصرى لأن ما حدث همجية وقتل عمد ولا بد من وجود عقاب رادع للجناة.
** وهل أنت واثق من أن حقوق الشهداء لن تضيع؟
ــ إلى حد كبير.. وحتى إذا لم تأت الأحكام رادعة مثلما نريدها فسوف نضغط مجددا من خلال القانون حتى لا يضيع حق الذين دفعوا حياتهم ثمنا لتشجيع ناديهم فى بورسعيد.
** وهل يمكن أن تلعب مجددا فى بورسعيد؟
ــ مستحيل وعلى جثتى.. كيف نلعب هناك مجددا بعد المذبحة التى حدثت فى الملعب وهل يمكن أن ينزل أى لاعب إلى الملعب وأمام عينيه صورة الشهداء الذين ماتوا فى نفس المكان، وأعتقد أن ذلك غير مقبول وسوف يمثل استفزازا غير عادى لمشاعر أهالى الضحايا.
** وأى لحظات كانت الأصعب بالنسبة لك بعد هذه الكارثة؟
ــ عندما ذهبت إلى النيابة منذ فترة للإدلاء بشهادتى فى التحقيقات وتم عرض صور الجثث على وهى لحظة صعبة جدا ولن أنساها أبدا ولقد زادتنى تلك اللحظة إصرارا على استعادة حقوق الشهداء.
**وهل تعتقد أن الدورى يمكن أن يعود فى ظل هذه الظروف؟
ــ صعب جدا أن يعود الدورى لأننا وكما قلت لك (مالناش نفس لأى حاجة) ولولا الارتباط باللعب فى دورى أبطال أفريقيا ما كنا لنعود للتدريب والدخول فى معسكر، حيث أن الجميع لا يزالون يعانون من حالة نفسية والحديث عن عودة الدورى حاليا مستحيلة.
**وهل يغضبك عدم فرض عقوبات ضد المصرى حتى الآن؟
ــ يغضبنى أكثر عدم صدور أحكام ضد قتلة جماهير الأهلى حتى هذه اللحظة حيث إن أهالى الضحايا ونحن كلاعبين نريد أن نرتاح بعد ما حدث ونؤكد بأن حقوق من ماتوا لن تضيع هباء، وهو أمر مهم وسوف يساهم فى الشعور بأن الأمور تسير فى طريقها الصحيح.
** وكيف رأيت موقف جوزيه فى هذه الأزمة؟
ــ أعتقد أن جوزيه أثبت للجميع أنه إنسان قبل أن يكون مدربا لأن أى شخص فى مكانه كان سيفكر فى الرحيل عن مصر وعدم العودة مجددا بعدما شاهد مذبحة حقيقية فى بورسعيد بل وتعرض هو شخصيا لمحاولة الاعتداء من البلطجية، ورغم كل ذلك أصر على العودة والتأكيد على أنه متضامن مع اللاعبين فى مطالبتهم بحقوق الشهداء وهو موقف يحسب له