الآلاف من أعضاء رابطة ألتراس الأهلي يشاركون في
مسيرة انطلقت من مقر اتحاد الكرة بالجبلاية، متجهة إلى مقر مجلس الشعب،
القاهرة، 25 مارس 2012، احتجاجا على العقوبات التي فرضها اتحاد الكرة على
النادي المصري، مطالبين بالقصاص العادل لشهداء مجزرة بورسعيد التي راح
ضحيتها أكثر من 70 شخصا
واصل ألتراس أهلاوي اعتصامهم المفتوح خلف
مجلس الشعب، وسط إصرار شديد على القصاص العادل واسترجاع حق الشهداء، ورصدت
«المصري اليوم»، تفاصيل الليلة الأولى والتي بدأت بتجهيز الخيام استعدادًا
للمبيت وتعليق لافتات تعبر عن مشاعرهم تجاه ما حدث.
وأبرز ما جاء
في اللافتات «الثورة مستمرة»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، «لا للاستهانة
باسترجاع حق الشهداء»، «احذروا من قلوب رأت الموت»، في إشارة إلى استمرارهم
في هذا الطريق حتى استعادة حقوق زملائهم، بالإضافة إلى حق شهداء ثورة 25
يناير.
وبدأت المجموعة بنصب عدد كبير من الخيام، وضعوا بها كل
مستلزماتهم من ملابس وأدوات تشجيع وطعام، ثم قاموا بعمل وصلات كهربائية من
أعمدة الإنارة المتواجدة في مكان الاعتصام، كما حضر إلى مقر الاعتصام عدد
من السيارات الملاكي المحملة بالبطاطين.
وبعد الانتهاء من
التجهيزات تجمع المعتصمون وبدأوا بغناء أناشيد ألتراس أهلاوى التي تناصر
الثورة والشهداء وتهاجم المجلس العسكري ووزارة الداخلية، وفي هذه الأثناء
اشتعل حماس المعتصمين الذين لم يشعروا بعناء اليوم الطويل الذي بدأ بوقفة
احتجاجية بمقر اتحاد الكرة ثم الاتجاه إلى مجلس الشعب.
ومن أكثر
الأغاني التي تفاعل معها الجميع أغنية «حرية»، و«يا غراب ومعشش» التي تهاجم
ضباط الشرطة، و«رايح بورسعيد» التي كتبت بعد واقعة مباراة المصري والأهلي،
التي راح ضحيتها أكثر من 74 شهيدًا، كما تفاعل معهم أهالي المنطقة فمنهم
من قام بالغناء، ومنهم من قام بالتصوير، كما قامت إحدى السيدات بإعطاء
المعتصمين زجاجات المياه.
وقام المعتصمون بتقسيم أنفسهم إلى
مجموعتين، المجموعة الأولى تتجه إلى الخيام للنوم، على أن تقوم المجموعة
الثانية بحراسة مقر الاعتصام، وعمل لجان شعبية، والاستعداد لأى مواجهات،
حيث إن أغلبهم كانت لديهم قناعة كبيرة بأن الأمن المركزي سيقوم بفض
الاعتصام، وفي هذه الأثناء ظهر أحد قيادات وزارة الداخلية خلف الحاجز،
وبالسؤال عن هويته أو رتبته قال إنه «مساعد مدير الأمن»، وظل يتكلم مع عدد
كبير من الشباب، ولكن الغريب في الأمر أنه لم يحاول إثناءهم عما يفعلوه أو
إقناعهم بالرحيل، بل كان مؤيدًا لهم في كل تصرفاتهم ومطالبهم، وأكد أن
الفساد متواجد في كل مكان وليس معنى هذا أن الجميع فاسدون، وطالبهم
بالاستمرار فيما يؤمنون به حتى يسترجعوا حق زملائهم.
كما حضر لمقر
الاعتصام لاعب الأهلي السابق شادى محمد، ونائب مجلس الشعب محمد أبو حامد
اللذين أعلنا تأييدهم الكامل لأعضاء الألتراس، ولمطالبهم المشروعة لحين
القصاص من المسؤولين عن مجزرة بورسعيد.
ومن جانبه أوضح شادي محمد
لاعب تليفونات بني سويف الحالي لـ«المصري اليوم»، أسباب انضمامه لمسيرة
ألتراس أهلاوي، والتي بدأت بوقفه أمام اتحاد الكرة ثم اتجهت للاعتصام أمام
مجلس الوزراء.
وقال شادي: «الجماهير هي صاحبة الفضل على أي لاعب
كرة، وبشكل خاص جماهير الأهلي هي التي أعطتنا قيمتنا داخل الملعب، فلابد من
دعمها».
وأضاف «سيتسمر ما يحدث حاليًا طالما تخرج قرارات هزيلة
من اتحاد الكرة، الذي تسبب بقرار غبي وغير مدروس في إيقاف النشاط الكروي في
مصر، وإعطاء إيحاء بالخروج بعقوبة لم تحدث من قبل على المصري، قبل الخروج
بتلك العقوبة».
فيما أشار محمد أبو حامد أن الألتراس يمثل نسيج
كبير من فئات المجتمع، ولابد أن تنفذ مطالبه وتحترم، خاصة أنهم ينادون
بحقوق زملائهم الذين استشهدوا على خليفة أحداث المباراة، كما أن ما يطلبوه
من تطهير لوزارة الداخلية، وتغيير التعامل معهم من أجهزة الامن المختلفة،
هى مطالب مشروعة ومنطقية، خاصة أن أعضاء الألتراس من الشباب المحترمين
والمثقفين.
وتزايد عدد النشطاء السياسيون داخل مقر الاعتصام، مع
بداية الساعات الأولى من صباح الاثنين، والذين أعلنوا أيضًا تضامنهم مع
ألتراس الأهلي، ورغبتهم في تحقيق القصاص العادل خلال الفترة المقبلة.
وفي هذة الأثناء أصدرت الرابطة بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل
الإجتماعي «فيس بوك»، لإعلان إصرارهم و استمرارهم في الاعتصام حتى يتم
تحقيق مطالبهم، وجاء نص البيان كالتالي:
«الألتراس جزء لا يتجزء
من نسيج شعب مصر، ومن نسيج ثورة مصر، نحن لا نذكي أنفسنا على أيا من
الثوار، ولكننا نعتبر حادثة بورسعيد المدبرة للتخلص من الألتراس هى القشة
التي ستقسم ظهر الفساد والنظام، والتى ستدفعنا بأيدينا وأيديكم وأيدي كل
أحرار مصر إلى السعى بقوة وراء التخلص من هذا النظام الفاسد، والسعى إلى
بداية ثورة حقيقية من جديد، ثورة تقضى على النظام الفاسد بأكمله».
وتابع البيان «مطالبنا لا تتوقف على القصاص لشهداء جمهور الأهلي فقط،
ولكننا نعتبرهم شهداء ثورة، شهداء تم الغدر بهم لوقوفهم مع الثورة ومع الحق
ومع الثوار، نحتسبهم عند الله شهداء، ولا نزكيهم على خالقهم، وعلى حرية
بلادهم، بل مستعدون للتضحية بمثلهم من أجل استراد حقوقهم وحقوق جميع شهداء
مصر، نعتصم امام مجلس الشعب، نقدم طلباتنا لاسترداد حقوق بلد بأكملها وليست
حقوق شهدائنا فقط.
1- القصاص لكل من قتل ثوار مصر وآخرهم شهداء
بورسعيد، وتحديد محاكمة عاجلة وعادلة وعرض الموضوع برمته على الرأى العام،
وإعلان الجهات العليا المسؤولة عن تدبير هذه المؤامرة، وعدم حصر الموضوع فى
جمهور المصري وتقديم المتهمين الحقيقين دون تلفيق للتهم.
2- نقل قيادات الداخلية المتهمة بقتل شهداء بورسعيد إلى السجن، وعدم الاكتفاء بترفيههم في أكاديمية الشرطة.
3- تطهير الداخلية وقيادتها الفاسدة التي تقف وراء أى مؤامرة في البلد أو
قتل لثوارها، وهم أسماء معلومة ومعروفة نملك منها الكثير لتقديمها للجهات
المسؤولة عن ذلك، وندعو الجميع إلى تقديم مقترحاته في هذه الجزئية.
4- اعتراضنا على عقوبة النادي المصري هو اعتراض على تدخل الجهات السيادية
الفاسدة المدبرة لهذه المؤامرة في عقوبات كرة القدم فهو قرار مملى من رئيس
الوزراء، والذى نعتبر وزارته من إحدى أسباب الفوضى في البلاد.
لذلك ندعو كل أحرار مصر من جميع الأطياف وجميع الثوار، النزول إلى الشارع
لبدء ثورة جديدة على نظام فاسد، أخذ شرعيته من النظام البائد، لن نكتفى
بالاعتصام أمام مجلس الشعب ومستعدين للتصعيد إلى أقصى حد في حالة عدم
الاستجابة لمطالبنا