هذه المرة منتخب مصر قد تكون فرصة الفريق المصري قوية لتصدر مجموعته ، ولكن
هل يستطيع المنتخب المصري إذا استطاع الوصول للتصفيات النهائية أن يتأهل
من مباراتين فقط ( ذهاب واياب ) مع المنتخب الذي ستحدده القرعة من
المنتخبات التسعة الباقية التي ستتصدر مجموعتها في تصفيات المرحلة الثانية .
بعد هذا العنوان الذي وضعته لهذا الموضوع قد أجد انتقادات كثيرة ولاذعة
وحادة في نفس الوقت بسبب الذكريات السابقة لمنتخب مصر في التصفيات السابقة
وماحدث فيها والتي كان آخرها ( ما حدث في تصفيات الكان 2012 وخروج مصر من
التصفيات في مجموعة كان الجميع يظن أن منتخب مصر سيتصدرها بسهولة بإعتباره
البطل لهذه البطولة ل3 مرات متتالية ( 2006 - 2008 - 2010 ) حينما أوقعته
التصفيات بجانب منتخبات ( جنوب افريقيا - سيراليون - النيجر ) ، ولكنه فشل
في تصدر المجموعة ، بالعكس فقد تذيل المجموعة وقدم أسوأ مبارياته خلالها .
وأيضا في تصفيات كأس العالم الأخيرة 2010 عندما أوقعت القرعة منتخب مصر
بجانب كلا من منتخبات ( الجزائر - زامبيا - رواندا ) وأعتقد الجميع أن
منتخب مصر قريب جدا من الوصول إلى كأس العالم ، وبالفعل كان قريب رغم أنه
قدم مستوى سيىء في هذه التصفيات أيضا ، ولكنه استطاع الوصول إلى مباراة
فاصلة أخيرة مع منتخب الجزائر ( مباراة أم درمان الشهيرة ) والتي خسرتها
مصر وفازت بها الجزائر ( 1-0 ) بالهدف الشهير للمدافع الجزائري المخضرم (
عنتر بن يحيى ) .
وعموما سنتكلم عن هذه الأحداث بصفة أكبر في بقية الموضوع ، ولكنها كانت
مقدمة هامة في البداية ، وقصدت أن اتكلم عن هاتين الحالتين من التصفيات لأن
الأولى كانت مع منتخبات افريقية خالصة ، أما الثانية فكانت مع منتخبات
افريقية أيضا ولكن بينها كان هناك فريق عربي ( الجزائر ) .
وحتى أكون واقعيا في كلامي القادم كان لابد من البدء من حيث انتهينا ( أقصد
آخر التصفيات التي خاضها المنتخب المصري سواء في تصفيات كأس العالم أو في
تصفيات افريقيا ) .
وأيضا ( هل هناك فارق بين تصفيات نواجه فيها منتخبات عربية وافريقية في
مجموعة واحدة ، أو تصفيات نواجه فيها منتخبات افريقية خالصة ) .
كذلك ما هي التغيرات الحديثة و الظروف الحالية التي قد يكون لها ايجابيات
وسلبيات والصعوبات التي قد نواجهها ، وأيضا الأسباب التي أدت إلى الفشل في
عدم الوصول إلى حلم اللعب في المونديال ( كأس العالم ) منذ أكثر من 20 عام
رغم أن منتخب مصر استطاع الفوز ببطولة الكان ( الأمم الافريقية ) 4 مرات
أعوام 98 ، 2006 ، 2008 ، 2010 .
التصفيات هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة ( الأخيرة ) وبالتحديد بعد
تصفيات كأس العالم 90 والتي كانت بنفس نظام الطريقة الحالية في هذه
التصفيات والتي استطاعت مصر التأهل فيها إلى كأس العالم 1990، حيث أن هذه
المرحلة هي المرحلة الثانية والتي تتكون من مجموعات ومتصدر المجموعة هو فقط
من يتأهل إلى المرحلة الثالثة التي ستكون عبارة قرعة بين العشر منتخبات
المتأهلة ( أوائل المجموعات ) لمواجهة بعضهم البعض والفائز منهم في مباراة
الذهاب والاياب سيصعد مباشرة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل .
وهو ما يعني أن مرحلة( المجموعات ) ليست الأخيرة مثل المرات السابقة ، حيث
كانت في السابق المرحلة النهائية عبارة عن 5 مجموعات فقط ومن يتصدر يصل
مباشرة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل (وهو ما يعني أن المرحلة الثالثة
ستكون أكثر سخونة وشراسة من مرحلة المجموعات ، لكن في نفس الوقت مرحلة
المجموعات هي المؤهلة إلى المرحلة الثالثة وبالتالي ستكون المنافسة فيها لا
تقل شراسة عن المرحلة الثالثة وأيضا لا تقل سخونة عنها ) .
ففي تصفيات كأس العالم 90 كان هناك تصفيات تمهيدية ، ثم أعقبها في المرحلة
الثانية ( مرحلة المجموعات ) وكانت عبارة عن 4 مجموعات فقط تصدرها منتخبات (
الجزائر - مصر - الكاميرون - تونس ) على الترتيب حيث تصدرت الجزائر
المجموعة الأولى ، وتصدرت مصر المجموعة الثانية ، وتصدرت الكاميرون
المجموعة الثالثة ، وتصدرت تونس المجموعة الرابعة ) ، ثم أعقبها المرحلة
الثالثة وكانت عبارة عن مباراة ذهاب واياب وأوقعت القرعة منتخب مصر في
مواجهة الجزائر ، ومنتخب الكاميرون في مواجهة تونس ، وتمكن المنتخبان
المصري والكاميروني التأهل من خلال نتيجة لقائي الذهاب والاياب لكأس العالم
( خاصة أن وقتها كان لافريقيا مكانين أو منتخبين فقط في كأس العالم ) .
وهذا النظام يعود مرة أخرى ، وربما يكون هذا النظام يحمل بشرى جيدة للمنتخب المصري .
المنتخب المصري آخر مرة وصل فيها للمونديال ( كأس العالم ) كان ذلك عام 90
بعد وصوله للمرحلة الأخيرة من التصفيات ولعب مباراتين ذهاب واياب مع
المنتخب الجزائري ، استطاع التعادل مع المنتخب الجزائري على أرضه ( 0-0 ) ،
والفوز في مباراة العودة بالقاهرة ( 1-0 ) بالهدف الشهير الذي أحرزه
المهاجم القدير ( حسام حسن ) لتتأهل مصر إلى كأس العالم 90 بإيطاليا .
خاض المنتخب المصري بعدها التصفيات أكثر من مرة ولكنه في كل مرة كان يفشل
للوصول إلى كأس العالم ، ولكن هناك مرتين كان المنتخب المصري قريب جدا من
الوصول لكأس العالم لكن الحلم ضاع في النهاية ، والمرتان اللتان أقصدهما
هما تصفيات كأس العالم 2002 ، 2010 كان المنتخب المصري قريب جدا من الوصول
إلى كأس العالم ، الأولى ( 2002 ) حينما أوقعته القرعة مع منتخبات (
السنغال - المغرب - الجزائر - ناميبيا )، وبالرغم من أن المنتخب المصري حلا
ثالثا إلا أنه كان الأحق بالوصول إلى كأس العالم ولكن غاب عامل التوفيق في
مباريات كثيرة كان المنتخب المصري يستحق الفوز فيها فالمنتخب المصري كان
يستحق الفوز على المنتخب المغربي في مصر ولكن المنتخب المغربي كان محظوظا
يومها وخرج من المباراة متعادلا ( 0-0 ) ، وفي مباراة الاياب حتى بين
المنتخب المصري والمغربي كان المنتخب المصري يستحق الفوز يومها وأضاع فرص
كثيرة وأهداف سهلة ولم يقدم المنتخب المغربي المستوى المطلوب يومها ولكنه
خرج فائز بتصويبة حجي الشهيرة التي لم يستطع حارس المنتخب المصري وقتها (
نادر السيد ) التصدي لها ، وفي مباراة الجزائر الأخيرة كان على منتخب مصر
الفوز بنتيجة كبيرة خارج الديار وبالتحديد في عنابة ، ولكنه بعد أن تقدم
بهدف عاد المنتخب الجزائري للمباراة عن طريق اللاعب القدير ( رفيق صيفي )،
وأيضا أضاع يومها المنتخب المصري الفوز ، ويكفي كرة محمد عمارة الشهيرة (
الباك الأيسر لمنتخب مصر ) ، وكان للتحكيم موقفا مشابها تماما مثل غياب
عاملي التوفيق والحظ ، وأضاع التحكيم من المنتخب المصري 3 نقاط في بداية
التصفيات عندما ألغى حكم المباراة وقتها هدفين منهم هدف صحيح بنسبة 100%
لأحمد حسن ( كابتن منتخب مصر وعميد لاعبي العالم ) في مباراة السنغال
الأولى التي أقيمت في الأراضي السنغالية ، كل هذا وذاك نرى أن المنتخب
المصري وقتها جمع 13 نقطة ( 3 فوز ، 4 تعادل ، هزيمة واحدة فقط ) ،وحلا
ثالثا خلف المنتخبين السنغالي والمغربي على الترتيب ، وأتذكر وقتها أن
المنتخب المصري قدم مباريات جيدة طوال التصفيات بقيادة المدير الفني
المخضرم ( الكابتن : محمود الجوهري زعيم المديرين الفنيين في مصر ) ، ولم
يكن سيئا إلا في مباراة واحدة فقط كانت أمام نامبيا خارج الديار والتي كان
منتخب مصر متأخرا بهدف ورغم ذلك كاد أن يفوز ولكنه خرج متعادلا ( 1-1 ) بعد
هدف السوبر مان وقتها ( المدافع الرهيب : ابراهيم سعيد ) .
ومع ذلك كمصريين وأيضا كعرب وقتها لم نحزن لعدم تأهلنا لكأس العالم بعدما
شاهدنا منتخب السنغال وهو يتألق في المونديال بقيادة المدير الفني الفرنسي
الرائع ( برونوميتسو ) ، فربما لو تأهل أحد المنتخبات العربية وقتها لم يكن
ليحقق ما فعله المنتخب السنغالي والذي كاد أن يصل إلى دور الأربعة لولا
قلة الرديف ، وخسر من تركيا وخرج من دور الثمانية وقتها .
ويالا العجب في المرة الثانية في تصفيات كأس العالم 2010 ، فالمنتخب المصري
رغم أنه كان قريب جدا جدا من الوصول غلى نهائيات كأس العالم ، لكن بصراحة
لم يكن يستحق بعد الأداء الهزيل والمتواضع طوال التصفيات والفوز كان يأتي
بعد ( عكننة ) أو أداء هزيل وكان المنتخب المصري يقدم عروض متواضعة إلا في
مباراة أو مباراتين وبالتحديد ( مباراة الجزائر في القاهرة ، مباراة رواند
في القاهرة ) غير ذلك كان المنتخب المصري سىء في معظم مباريت التصفيات
وبالرغم من ذلك جمع المنتخب المصري نفس رصيد المنتخب الجزائري 13 نقطة
وأيضا كان هناك نفس فارق الأهداف ( ولو كان نظام المواجهات المباشرة وقاعدة
الهدف خارج الأرض موجودة لتأهل منتخب مصر ) ، لكن ذلك لم يكن معمول به في
تصفيات كأس العالم فتم اقامة مباراة فاصلة بين منتخبي مصر والجزائر (
مباراة أم درمان الشهيرة ) والتي فاز بها المنتخب الجزائري بهدف عنتر بن
يحيى الشهير للتتأهل الجزائر ، ولكن كما قلت يالا العجب لأنه صحيح أن
المنتخب المصري لم يكن يستحق التأهل للمونديال بعد المستوى الهزيل في
التصفيات ، لكن في نفس الوقت هذا الجيل كان يستحق التواجد في كأس العالم (
فالمنتخب الجزائري صحيح انه تأهل لكأس العالم ولكنه لم يقدم جديدا في
المونديال بينما هذا الجيل من اللاعبين ( منتخب مصر ) ربما لو تأهل لكأس
العالم كان من الممكن أن يقدم مردود طيب ( ولا أنسى كلمة المدير الفني
الأوربي : الذي قالها بالحرف الواحد : أستطيع بهذا المنتخب ( منتخب مصر )
الوصول على الأقل إلى دور الثمانية في كأس العالم ) .
هناك سؤال يتبادر إلى أذهان البعض (هناك فارق بين تصفيات نواجه فيها
منتخبات عربية وافريقية في مجموعة واحدة ، أو تصفيات نواجه فيها منتخبات
افريقية خالصة ؟) .
بالطبع الأفضل للمنتخب المصري مواجهة المنتخبات الافريقية الخالصة عن
مواجهة المنتخبات العربية ، فالمنتخبات الافريقية نستطيع مواجهتها بشىء من
التنظيم والجماعية وطريقة التمرير من قدم لقدم عن المنتخبات العربية التي
تتسم بالتنظيم أيضا ويكون اسلوب اللعب متشابه غير ذلك مواجهة المنتخبات
العربية تكون حماسية وقتالية في الملعب ( أقصد في الملعب ) لاثبات الذات ،
وبعض الاعلاميين والسفهاء قد يجعلوها معركة حربية ويشعلون الفتن بين
الجماهير واللاعبين ويصبح الأمر بعيدا عن مجال كرة القدم .
والأمر الغريب الذي قد يحدث في هذه التصفيات أنه ربما أن هذه المرحلة
الثانية ( المجموعات ) ربما تكون القرعة أبعدت المنتخبات العربية عن بعضها ،
ولكن إذا تأهل منتخب مصر - الجزائر - تونس - المغرب ( هل نشاهد لقاء عربي
خالص في مباراة ذهاب واياب لتحديد منتخب منهم يتأهل إلى كأس العالم 2014
بالبرازيل ؟ ) .
البعض سيقول ليس هناك فرق كبير ، ففي تصفيات الكان ( الأمم الافريقية )
الأخيرة 2012 ، كان منتخب مصر في مجموعة افريقية خالصة ومع منتخبات أقل في
المستوى من المنتخب المصري ، ومع ذلك تذيل المجموعة وفشل في التأهل للكان
وهو البطل في ال 3 نسخ قبل الأخيرة ( 2006 - 2008 - 2010 ) .
سأقول أن المنتخب المصري في هذه التصفيات كان سيئا جدا والسبب في ذلك هو
الجهاز الفني للمنتخب الذي كان من المفروض أن يجري عملية احلال وتجديد وضخ
دماء جديدة قبل تصفيات كأس العالم 2010 ، ولكنه ظل معتمدا على العناصر
القديمة مهما انخفض مستواها وكبرت أعمارهم ، وبالتالي لم يكن لديهم جديد
ليقدموه ، لكني أرى في هذه الفترة مستر برادلي فكره مختلف تماما ويريد
تجربة جميع اللاعبين في مختلف الأندية المصرية ويستعين بالمديرين الفنيين
للأندية المصرية ، ولديه تحدي كبير ، ولكني أرى مستر برادلي مختلف عن
الفترة السابقة ، لذلك أشعر أن منتخب مصر سيكون مختلف عن الفترة السابقة
وسيكون أفضل .
منتخب مصر يقع في المجموعة السابعة والتي تضم كلا من منتخبات ( مصر - غينيا - موزمبيق - زيمبابوي ) .
وهي مجموعة متوسطة المستوى بوجود منتخب كبير ( منتخب مصر ) ، ومنتخب جيد
مثل منتخب غينيا ، ومنتخبين متوسطين في المستوى : موزمبيق - زيمبابوي .
طبيعي أن مباريات المجموعة ستكون صعبة ، ولكن منتخب مصر يستطيع تصدر هذه
المجموعة فمنتخب مصر يملك خبرات كبيرة ، غير ذلك ليس من المنافسين في
المجموعة من لديه شخصية البطل ، وصحيح أن منتخب غينيا قد يكون المنافس
الأقوى لمنتخب مصر في المجموعة ولديه لاعبين جيدين ( بانجورا - كامارا -
نابي سوماه - ابراهيما ياتارا - مامادو باه ) ومنتخب غينيا استطاع في
تصفيات الأمم الافريقية لكان 2012 ( آخر تصفيات لعبها منتخب غينيا ) أن
يتصدر مجموعته برصيد 14 نقطة ( 4 فوز - 2 تعادل - بلا أي هزيمة ) متفوقا
على ( نيجيريا - اثيوبيا - مدغشقر ) وهو ما يعني أن المنتخب الغيني سيكون
هو المنافس الأقوى للمنتخب المصري بالمجموعة .
منتخب مصر منتخب جيد وبه لاعبين على مستوى جيد جدا ومن عدة أجيال مختلفة
وسيكون عباراة عن خليط بين اللاعبين المحليين ( الأندية المصرية ) ولاعبي
المنتخب الأولمبي بجانب بعض العناصر المحترفة وإن كان عددها قليل جدا ،
السيستم الذي وضعه برادلي أنه سيعتمد على اللاعب الجاهز ، واللاعب ذو
المستوى الثابت ومن يتراجع مستواه أو يقوم بإثارة أي مشاكل سيتم استبعاده
وأن الفرصة أمام الجميع ومن يفرض نفسه سيلعب في المنتخب وأنه سيعترف بالجهد
داخل الملعب ولن تكون فرصة الانضمام للمنتخب مقتصرة على لاعبين أندية
معينة بعينها ، ولذلك أعتقد ان منتخب مصر سيظهر بشكل مغايرا في هذه
التصفيات عن الفترة السابقة ، ومستر برادلي بهذه الطريقة سيتمكن من اختيار
العناصر الملائمة لتمثيل مصر في كل فترة وهذه أهم الايجابيات .
وقد رأينا المنتخب يظهر بشكل جيد بدون لاعبي الأهلي والزمالك ، وكذلك بدون المحترفين رغم أن عددهم قليل .
ولكن لابد وان يكون هناك طموح واصرار من اللاعبين على تحقيق حلم التأهل لكأس العالم .
أيضا على منتخب مصر أن يهتم بالبداية الجيدة وخاصة في اول لقاءين لأن الفوز
بهم شىء مهم جدا ، وأن يتعلم من الدروس السابقة ويلعب كل المباريات من أجل
الفوز ورغم الصعوبات التي سأتكلم عنها في السطور التالية ، لكن لدي حالة
كبيرة من التفاؤل هذه المرة ( على الأقل بإذن الله لدي شعور أننا سنتخطى
هذه المجموعة ونتصدرها ) .
ولكن الصعوبات التي ستواجهنا تتمثل في الأوضاع الكروية الحالية في مصر بعد
الغاء بطولة الدوري العام هذا الموسم وعدم وجود مباريات رسمية للأندية وهو
ما قد يضر كثيرا باللاعبين من النواحي البدنية والفنية ، ولكن من الممكن أن
يتم عمل دورات تنشيطية للأندية أو تجمعات للاعبي المنتخب وخوض مباريات
ودية كثيرة مع بعض الأندية العالمية أو الخليجية أو بعض المنتخبات التي
تعتمد على لاعبين محليين ( لعدم وجود أجندة دولية في هذه الفترة ) للتغلب
على هذه المشكلة أو على الأقل تقليل ضررها بصورة كبيرة .
كذلك من الصعوبات التي قد تواجه المنتخب كثرة المباريات في شهر يونيو حيث
سيلعب المنتخب أربع مباريات هامة ( مباراتين في تصفيات كأس العالم -
مباراتين في تصفيات كاس الأمم الافريقية ( المؤجلتان )) ، ولكن مباريات كأس
العالم ستكون أول مباراتين لذلك قد يكون هناك ضغط زائد على اللاعبين خاصة
أنهم سيلعبون 4 مباريات قوية في شهر واحد وفي تصفيات مختلفة وفي الظروف
الحالية والتي قد تمتد في الفترة القادمة ، ولكن أعتقد أن الفوز في أول
مباراتين بإذن الله واللذين سيكونان ضمن تصفيات كأس العالم قد يعطوا
اللاعبين دوافع كبيرة في مباراتين تصفيات كأس الأمم الافريقية .
أما عن الأسباب التي أدت إلى الفشل في عدم الوصول إلى حلم اللعب في
المونديال ( كأس العالم ) منذ أكثر من 20 عام رغم أن منتخب مصر استطاع
الفوز ببطولة الكان ( الأمم الافريقية ) 4 مرات أعوام 98 ، 2006 ، 2008 ،
2010 .
أعتقد أن هناك عوامل ادارية متمثلة في الاتحادات المتعاقبة التي تدير
اللعبة في مصر بعقلية بدائية وبعشوائية والأمور تدار بالهوى والمزاج بعيدا
عن اللوائح والقوانين وبطريقة غير محترفة ، حتى اللوائح والقوانين الموجودة
والمعمول بها قديمة جدا لا تصلح لادارة دوري محترفين بشكل احترافي ، لكنها
فقط تعود بنا للوراء والسير بسرعة كبيرة عكس الاتجاه ( للخلف ) .
أما عن الأمور الفنية فالمنتخب المصري يظهر بمستوى جيد في البطولات الصغيرة
المجمعة ( قصيرة الأجل ) مثل بطولة الكان التي يتم لعبها على مدار شهر فقط
، وهذه المدة قليلة جدا أن تظهر عيوب المنتخب المصري ( عكس التصفيات التي
تستمر لأكثر من عام فيبدأ ظهور عيوب اللاعب المصري وهو عدم ثبات المستوى
طوال الموسم أو الاستمرار على الأداء الجيد ) ، وكون أن مدة البطولة شهر
واحد فاللاعب المصري يستطيع ان يتألق هذه الفترة طالما أنها فترة قصيرة
وده تفسير فشل كثير من اللاعبين المصريين في الاحتراف الخارجي ( عدم
الاستمرار بنفس المستوى لفترة طويلة )، لكن منتخب مصر في التصفيات الطويلة
لا يقدم نفس المردود الجيد الذي يقدمه في البطولة الصغيرة المجمعة ، وبينما
منتخبات المحترفين تجد العكس تماما ويتفوقون في التصفيات طويلة الأجل لأن
مستواهم ثابت طوال الموسم غير ذلك أن هذه التصفيات طويلة الأجل تكون في
أجندات دولية وبالتالي أنديتهم هي الآخرى تكون في اجازة ولن ينشغلوا
بالتفكير في أنديتهم مثل بطولة الكان التي قد تؤثر على مصير بعض اللاعبين
بعد العودة لأنديتهم ، وغير هذا وذاك إن الفترة الطويلة من التصفيات تعطيهم
تجانس أفضل من البطولات الصغيرة المجمعة .
وإذا كان هذا هو عيب في اللاعب المصري ، فنجد ايضا أن الأجهزة الفنية
للمنتخب المصري في الفترات السابقة كانت تعتمد على عدة لاعبين بعينهم فقط
مهما انخفضت مستوياتهم وكبرت أعمارهم ، ولكني أرى أن هذا الفكر قد يتغير مع
مستر بوب برادلي المدير الفني الجديد ، ولكي تصبح مصر لها شأن في التصفيات
طويلة الأجل لابد للمدير الفني الذي يتولى مهام تدريب منتخب مصر ان يكون
لديه من المرونة أن يأخذ أعداد كبيرة في المعسكرات ليتوصل إلى أكبر عدد من
اللاعبين الذين يصلحون في المباريات الدولية حتى يتفادى أي مشكلات من
الممكن أن تواجهه مثل اصابات بعض اللاعبين أو انخفاض مستويات البعض أو
غيرها ( فلابد من وجود حلول من البداية تحسبا لأي ظروف قد تحدث أو يواجهه
الجهاز الفني ) وأيضا عليه التجريب والتعديل ليصل إلى أنسب تشكيلة متكاملة
وأنسب طريقة لعب ( وإلى حد كبير حتى الآن أرى في مستر برادلي ذلك ولكن عليه
أن يستمر بنفس القوة ونفس الطريقة ) .
أخيرا وهي ملحوظة هامة : أن الجولة الثانية من هذه المرحلة الثانية من
تصفيات كأس العالم ستشهد المواجهات الأكثر سخونة على الاطلاق بين معظم
المنتخبات التي ستتنافس في مختلف المجموعات ( على الأرجح ستنحصر المنافسة
بين هذين المنتخبين في كل مجموعة ) فمثلا ستشهد الجولة الثانية : مباريات
(المغرب - ساحل العاج ) - ( زامبيا - غانا ) - ( غينيا - مصر ) - ( مالي -
الجزائر ) - ( ليبيا - الكاميرون ) - ( كاب فيردي - تونس ) ، وغيرها من
المواجهات ، وأيضا الجولة الأخيرة ستشهد مباريات العودة من هذه الجولة ولكن
الاختلاف أن الجولة الثانية ستكون مواجهتها أقوى على اعتبار أن كل
المنتخبات ستكون في بداية التصفيات ومازالت الفرص موجودة أمام الجميع ، في
حين ان الجولة الاخيرة ( أو السادسة ) ستكون أشرس في نفس المواجهات ولكن في
المجموعات التي لم يتم حسم الأمور فيها فقط .
فهل نصل هذه المرة إلى حلم المونديال رغم كل الصعوبات الموجودة ، وأيضا رغم
أن هذا النظام الجديد في التصفيات يحمل البشرى السارة لمنتخب مصر الذي
تأهل لكأس العالم بنفس النظام المتبع حاليا في هذه التصفيات ؟
أخيرا أتمنى كل التوفيق للمنتخب المصري في هذه التصفيات ، وأيضا كل المنتخبات العربية .
وأيضا أتمنى أن أكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع .
قرعه تصفيات كاس العالم 2014 █◄Afrcia►█جدول مباريات مصر فى تصفيات كاس العالم 2014