لا يختلف اثنان على أن إدارة النادى الأهلى الحالية برئاسة حسن حمدى أسهمت بقوة فى صناعة رابطة الالتراس الأهلاوى اعتقاداً منهم فى بداية الامر انهم يستطيعون استغلالهم كورقة ضغط على اتحاد الكرة أو أى جهة تعادى سياسات القلعة الحمراء وهو ما نجح بالفعل فى بداية الأمر بعد أن شاهدنا اللافتات المسيئة والمعادية لمسئولى الجبلاية التى كان يرفعها اعضاء الرابطة فى المدرجات خلال السنوات الماضية.
لكن مجلس الأهلى لم يتخيل أن يأتى اليوم الذى تتحول فيه الرابطة من نعمة إلى نقمة يصعب السيطرة عليها خاصة أن الرابطة كان ولاؤها الدائم للمجلس خصوصا فى وجود ياسين منصور عضو مجلس الإدارة الأسبق الهارب حاليا خارج البلاد عقب ثورة 25 يناير والذى أنفق أموالا طائلة لضمان ولاء الرابطة لإدارة ناديه, لكن الوضع لم يستمر كثيرا بعد أن ورطت الرابطة النادى فى مشاكل لا تعد ولا تحصى خاصة على المستوى السياسى بمشاركتهم فى المظاهرات والاعتصامات واهانتهم الدائمة للمجلس العسكرى مما دفع إدارة النادى إلى التبرؤ منهم خلال المؤتمر الصحفى الأخير الذى أقيم عقب اصدار اتحاد الكرة لعقوبات مذبحة بورسعيد حيث أكد مسئولو الأهلى أن النادى ليس له أى صلة بالاعتصامات والاحتجاجات للرابطة أمام مجلس الشعب.
وهو ما أثار حفيظة الالتراس وجعل البعض منهم يردد بأنهم عازمون على الذهاب لملعب الكلية الحربية لمؤازرة فريقهم فى مباراة الافريقية المهمة أمام البن الاثيوبى المقرر لها الأحد المقبل فى اياب دور الـ 32 لدورى أبطال افريقيا مما دفع الجهات الأمنية بوزراة الداخلية إلى إرسال خطاباً رسمياً صادر من مديرية أمن القاهرة يفيد برفضهم إقامة مباراة البن بحجة عدم توفير الضوابط والشروط الأمنية فى الملعب التى ستقام عليه المباراة تنفيذا لتوصيات النيابة العامة عقب مجزرة بورسعيد رغم أن الأمن لم يعترض على اقامة مباراة الزمالك وافريكا سبورت فى نهاية مارس الماضى فى نفس البطولة واستضافها ستاد الكلية الحربية وقتها ودون جمهور ايضا.
لم يكن الخطاب الذى أرسله مسئولو مديرية أمن القاهرة مجرد منشور أمنى عادى لكن كان له مغزى وتحمل سطوره معانى كثيرة ربما لم يستطع مسئولو الأهلى ترجمتها فى بداية الامر واكتشاف سياسة لى الذراع التي أصبحت تمارس بشكل علنى من الجهات الأمنية تجاههم كمحاولة للضغط على الرابطة للتراجع عن لغة التهديد والوعيد التى تنتهجها الرابطة تجاه الحكومة من آن لآخر لكن الأمن لم يكن على دراية بأن الأهلى فقد السيطرة تماما على أعضاء الرابطة وأن السحر انقلب على الساحر.
ووجد مسئولو الأهلى أنفسهم فى روطة بعد أن طالبهم الاتحاد الافريقى «الكاف» بإرسال صور من الخطابات الامنية التى تؤكد تعهد الأمن بتأمين المباراة والفريق الضيف ليجد مجلس إدارة الأهلى نفسه فى موقف لا يحسد عليه.