" لسنا طرفاً فى القضية " كم من مرة استخدم فيها مجلس إدارة النادى الأهلى " مجلس حمدي " هذه العبارة التى أصبحت شعار النادى الأحمر عقب رحيل القائد " صالح سليم " .
صالح سليم الذى لم يستفد من الأهلى فى يوماً من الأيام ، الرئيس والقائد الشجاع الغيور على ناديه ، صالح سليم الذى كان يضع مصلحة النادي الأهلى وجماهيره فوق كل الإعتبارات والأشخاص ليرحل ويترك فراغاً كبيراً وسعه إلى أميال من خلفه وجلس على كرسي لا يناسبه مستغلاً مقولة المايسترو التاريخية " الاهلى أعور وسط عميان" ليحقق نجاحات على من يسيرون بجانبه.
" مجلس حسن حمدى " لم يعد مجلساً لإدارة نادي بقدر ما أصبح نظاماً مصغراً متوحشاً ، نظاماً له رجاله ومؤيدوه ومساندوه ، نظاماً يمتلك آلة إعلامية تحارب من أجل النظام وليس الكيان وكل همها الحفاظ على كرسي الرئيس ورجاله.
ما يحدث فى الاهلى أصبح وضعاً لا يمكن السكوت عليه ، فالأمور أصبحت تدار وكأن حسن حمدي صاحب النادي هو الآمر الناهي ، الذى لا يستطيع أحد من البشر وحتى القوانين واللوائح فى إزاحته عن كرسيه ، فبند الثمان سنوات لن يقف أمام الشركة ورجالها ، فهم قرورا أن يتحول النادى الأهلى العريق صاحب الشعبية الجارفة إلى شركة ونادي شركة من أجل الكرسي.
كرة القدم فى النادى لا يجرؤ أحداً مهما كان اسمه التدخل فيها ، فالأمر محسوم لأشخاص بعينهم كما كانت مصر تدار قبل 25 يناير ، ومن يعترض عليه أن يغلق فمه وإلا ينزل به العقاب ويتم تعقبه وتحجب عنه التصريحات ويمنع عن التغطية داخل النادى نهاراً وعلى قناتهم يتم تشريحه ليلاً .
شرط اختيار رجالهم هو : الولاء والطاعة للرئيس ، لا أحد يعترض لا أحد يتذمر ، الكل تحت سيطرة الرئيس ، ومن يخرج عن السيطرة مصيره الطرد من القائمة ومن النادي حتى ولو كان " الشعب " الذى يساند الكيان.
نظام حمدي الذى يتعامل مع شعبه كأنه مغيب " حتى بعد الثورة " ، فالأمور " تمام " والنظام يضم خيرة رجال الرياضة بمصر فى نفس الوقت تمارس فيه قناتهم دور - الإعلام المصرى - التضليل والمداخلات المفبركة والتقارير المضروبة التى لا يهمها سوى مباركة خطي الرئيس وقراراته والتذكير بإنجازاته وضرباته ومطالبة الجاهير بالمساندة الإجبارية وهم أول من يتخلو عن جماهيرهم.
فى المناسبات العالمية تراهم يتهافتون على السفر وعقد اللقاءات والاجتماعات ، وفى المحلة والإسماعيلية وبورسعيد لا ترى أحداً منهم إلا إذا كانت المباراة فى حب مصر وفى حضور نجل المخلوع.
فى "جاروا" أيضاً فعلوها وعقب مباراة القطن والأهلى كانوا أول المغادرين بالكأس والصور التذكارية تاركين الجماهير تواجه المجهول ، كما كان عهدهم دائماً ، فهم ليسوا طرفاً فى القضية.
تركوا الأولترا يسيرون بمفردهم فى طريق استعادة حقوق شهدائهم ولم يكلف حمدى أو أحداً من رجاله نفسه لزيارة اعتصامهم أو وقفاتهم أو حضور محاكمة المتهمين.
الرعاة فى عهد حمدى هم اللاعب رقم 12 ورقم 1 ورقم 2 ، والأموال هي الهدف الأول ، ولولا وقوف الأولترا كغصة فى حلوقهم لكانوا تمادوا إلى حد لا يعلمه إلا الله.
الأموال التى أصدر بسببها سيادة الرئيس قراراً جريئاً بالإنسحاب من بطولة كأس مصر بينما هو يشاهد الفريق والجمهور يتعرضا للمخاطر فى بورسعيد ولا يتجرأ على إصدار مثل هذا القرارالشجاع قبل المباراة أو بعد الشوط الأول.
الأموال التى جعلت أهالي شهداء بورسعيد يهاجمون حسن حمدي بسبب حرصه على التعويضات المالية وكأنها ثمناً لأرواحهم .
لقد بات " مجلس حمدي " أشبه بأمانة السياسيات فى الحزب الوطنى المنحل ويتخذ أساليبه للتخطيط للانتخابات القادمة لإقصاء المعارضة وتأمين عملية ظهور الشركة دون مشاكل على طريقة الحزب المنحل .
جوزيه كان رئيس النادى ونائب رئيسه وعضو مجلس إدارة ورئيس لجنة الكرة فى نفس الوقت ، كان يدافع عن النادي ، ويقف مع جماهيره ، ويقاتلهم من أجل تدعيم الفريق بنجوم وليس " خلف "و" البقاسي " و" شفيق " و" غدار " ، بينما هم متفرجون على الرجل الذى تحول إلى بطل شعبي أسطورى يفوق مجلسهم ولجنتهم شعبية ، ليس ضعفاً أو خجلاً ولكن لإنجازات الساحر البرتغالى التى حفظت لهم كراسيهم.
أنظروا إلى صفقات الأهلى فى غياب جوزيه لتحكموا ، أنظروا إلى أوليفرا وبونفرير والبدرى مدربين الأهلى فى عهد حمدي لتعرفوا من كان يبرم الصفقات ومن كان يقاتل لتدعيم الفريق.
المبادىء يتحدثون عنها نهاراً جهاراً وتجدهم يتخاذلون فى حق الجماهير التى قدمت أروحها دعماً للكيان وفى الناحية الأخرى يقفون فى وجه مصطفى يونس لأنه أخطأ فى حق مجلس الإدارة.
مبادئهم سمحت لهم بمشاهدة الهجوم على المدير الفنى للفريق عبر قناة النادي لأنه لا يرضى بالعمل موظف فى مشارعيهم التجارية ،مبادئهم سمحت لهم بتصوير رقصات اللاعبين فى معسكر تركيا من أجل المال والأهلى دجيتيل ، مبادئهم سمحت لهم بالتفريط فى حقوق النادي وجماهيره ، وإخراس المنتقدين ، ولكن هيهات زمن السكوت أصبح حبيساً فى طره ، ومن أخطأ لابد أن يحاسب .
الشعب فاق ولن يرضى بمعاملته كقطيع من الغنم ، وجمهوركم هو من سيسقط النظام .