انتفض المنتخب المصري وخسر بشرف من نظيره البرازيلي بنتيجة 3-2 في المباراة
التي جمعت بين الفريقين ضمن منافسات كرة القدم بأولمبياد لندن مساء اليوم
الخميس. وحصد المنتخب البرازيلي أول ثلاث نقاط له في مشوار حصوله على ذهبية
المسابقة ليتصدر المجموعة الثالثة، بينما خرج المنتخب المصري خالي الوفاض
من المباراة.
ويخوض أبناء النيل ثاني مباراة لهم في أولمبياد لندن يوم الأحد المقبل أمام نيوزيلندا.
أحرز أهداف البرازيل رافائيل دا سليفا (د16)، ودامياو (د26) ونيمار (د30)، بينما سجل لمصر، محمد أبوتريكة (د52) ومحمد صلاح (د76).
لم
يكن المنتخب المصري حاضراً في ميلينيوم ستاديوم "فنياً" و"بدنياً" في شوط
المباراة الأول، مقابل تنظيم دفاعي وهجومي من السيلساو الذي أحكم قبضته على
خط الوسط وشن الهجمات الواحدة تلو الأخرى ليتمكن من التقدم بثلاثية في في
غضون أول 45 دقيقة من اللقاء. ولكن في الشوط الثاني تبدل الحال، وبدا منتخب
الفراعنة مقنعاً بفضل الأداء الجماعي وتبديلات هاني رمزي التي أعادت
التوازن والفاعلية الهجومية لفريقه ومن ثم استطاع تسجيل هدفين وتقديم أداء
مشرف أمام العملاق البرازيلي.
لجأ هاني رمزي المدير الفني
لمنتخب مصر لأسلوب 4-3-1-2، حيث جاء أحمد الشناوي في حراسة المرمى وفي
الدفاع أحمد فتحي وأحمد حجازي ومحمود علاء وإسلام رمضان، وفي الوسط صالح
جمعة ومحمد النني وحسام حسن ومحمد أبوتريكة، وفي الهجوم مروان محسن وعماد
متعب، بينما فضل مينزيس اللعب بخطة 4-3-3، مستغلاً نيمار وهالك ودامياو في
الخط الهجومي، وفي الوسط ساندرو وأوسكار ورمولو وفي الدفاع تياجو سيلفا
ورافائيل وجيسوس ومارسيلو، وفي حراسة المرمى نيتو.
تسبب التمركز
الخاطيء للفراعنة وعدم القدرة على تغطية "التسلل" في الأهداف الثلاثة التي
مني بها مرمى الشناوي في الشوط الأول، وارتكب هاني رمزي المدير الفني
للفراعنة خطأ بالدفع بالمهاجم مروان محسن بجانب عماد متعب في خط الهجوم
واللجوء لأسلوب 4-3-1-2، مما أفقد وسط الملعب توازنه أمام منتخب عملاق يجب
أن تغلق عليه المساحات في منطقة الوسط للحد من خطورته. إلا أنه صحح من
أخطاءه في الشوط الثاني. كما تسبب قرار الاتحاد الدولي بمنع محمد صلاح في
بدء المباراة بناء على رغبة ناديه بازل السويسري بسبب عدم جاهزيته من
الناحية الطبية في بعثرة أوراق هاني رمزي في وضع التشكيل.
فبعد
مرور ربع ساعة على المباراة، استطاع رافائيل وضع البرازيل في المقدمة بهدف
أول بعد هجمة منظمة تمكن من خلالها لاعب مانشستر يونايتد من تسديد كرة
أرضية في شباك مصر، لم يتمكن أحمد الشناوي من التصدي لها، ليفتتح أهداف
السامبا.
استغل المنتخب البرازيلي الجبهة اليسرى "الضعيفة"
للمنتخب المصري، وشن من خلالها معظم الهجمات بفضل هالك "القوي" وجاء عن
طريقها أول هدفين، بل لم تسلم الجبهة اليمنى للفراعنة التي يشغلها أحمد
فتحي لاعب الأهلي المصري، من الاختراقات، ونفذ نيمار جملة مع هالك الذي هرب
من مصيدة التسلل في الجبهة اليسرى ليعيد الكرة مجدداً للمهاجم الشاب الذي
سدد الكرة برأسه في غياب الرقابة الدفاعية في شباك الشناوي بالدقيقة 26.
المنتخب
المصري حاول إثبات وجوده على استحياء وبدون فاعلية، خشية من كشف الخطوط
الخلفية والتي قد تصير سسبباً في إغراء البرازيليون لشن غاراتهم الهجومية
السريعة الدائمة. وبمرو عشر دقائق فقط، تضاعفت النتيجة بعدما انطلق أوسكار
بسرعته هارباً من رقابة إسلام رمضان، ليراوغ الحارس الشناوي ويمرر بالعرض
لزميله دامياو الذي لم يتوان في إيداع الكرة في الشباك الخاوية.
عشوائية
الأداء وغياب الإنسجام وانعزال المهاجمين عماد متعب ومروان محسن عن خط
الوسط لم يكلل محاولات الفراعنة في إنشاء هجمة منظمة واحدة على مرمى
السليساو ..وبدا أبوتريكة تائهاً في وسط الميدان ولم يقم بدوره المنتظر على
أكمل وجه، في حين لعب نجوم السامبا بهدوء أعصاب، وتميزت هجماتهم بالخطورة
الشديدة مستلغين قوة وسرعة هالك ومهارة نيمار الاستثنائية فضلاً عن خط وسط
قوي سيطر على الكرة في أغلب فترات اللقاء.
مع بداية الشوط
الثاني، صحح رمزي من خطأه وأعاد محمد صلاح للتشكيلة على حساب مروان محسن،
وبالفعل بدأت بوادر الخطورة من الجانب المصري، ومن خلال هجمة اشترك فيها
الثلاثي الكبير، حيث مرر فتحي برأسه إلى متعب الذي بدوره سدد الكرة لترتطم
بالقائم الأيسر، لتعود للنجم محمد أبوتريكة الذي لمسها من أول مرة لتعرف
طريقها إلى الشباك في الدقيقة 52.
وبخطأ فادح من الدفاع
البرازيلي، وجد محمد صلاح نفسه في وضع انفراد بحارس البرازيل نيتو ولكنه
تباطيء في اتخاذ قرار التصويب ليتكفل بها دفاع السليساو بسبب رعونة المهاجم
في الدقيقة 59.
بخلاف الشوط الأول، فجاء الثاني متوازناً بعض
الشيء حيث ظهرت أنياب مصر الهجومية بفضل تحركات محمد صلاح الذي سبب إزعاجاً
لخط دفاع السامبا، وتراجع أداء نجوم البرازيل نسبياً بعد ثلاثية الشوط
الأول.
مينزيس قام بسحب هالك وأشرك جانزو، بينما أخرج رمزي صالح
جمعة ودفع بدلاً منه بشهاب أحمد في محاولة من الثنائي لدعم خط الوسط في
الدقيقة 73.وبمهارة فردية من محمد صلاح "البديل"، استطاع التحكم في كرته
على حدود المنطقة وراوغ مدافع الريال مارسيلو وسدد الكرة بيسراه في زاوية
صعبة على الحارس نيتو في الدقيقة 76 ليعلن عن تقليص الفارق لهدف وتصبح
النتيجة 3-2. استمرت محاولات المنتخب المصري، في ظل تراجع من أداء البرازيل
لم يحسن استغلاله رفاق هاني رمزي جيداً لتنتهي المباراة بفوز السليساو.