وضع فريق كورينثيانز البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية حداً للهيمنة الأوروبية
على كأس العالم للأندية لعام 2012، وفاز على فريق تشيلسي الإنجليزي بهدف
نظيف في المباراة النهائية التي جمعت بين الفريقين اليوم على استاد
يوكوهاما الدولي، ليحرز الفريق البرازيلي اللقب للمرة الثانية في تاريخه
بعد فوزه الأول به عام 2000.
وأحبط كورينثيانز آمال البلوز في
الفوز بالمونديال بقيادة مدربه رافا بنتيز في مواصلة هيمنة أوروبا على
اللقب، حيث لم يخرج الكأس من القارة منذ خمسة أعوام (برشلونة مرتين،
وانترميلان، ومانشستر يونايتد، وميلان).
وعادل بطل أمريكا
الجنوبية رقم برشلونة في الفوز بعدد مرات المونديال بعد تحقيقه اليوم اللقب
الثاني. أحرز هدف المباراة الوحيد جيريرو في الدقيقة 69.
اتبع
رافا بنيتيز أسلوبه الخططي المعتاد 4-2-3-1، وأشرك كل من بيتر تشيك (حراسة
المرمى)، إيفانوفيتش، ديفيد لويز، جاري كاهيل، أشلي كول (دفاع)، راميريس
لامبارد (وسط)، موزيس، ماتا، هازارد (وسط هجومي)، فرناندو توريس (رأس
حربة).
أما المدرب تيتي، فقد اعتمد أسلوب 4-3-3، وجاء في حراسة
المرمى كاسيو، وأليساندرو وشيكاو وسانتوس وباولو اندريه في الدفاع،
وباولينيو ورالف ودانيلو في الوسط، وجيريرو وخورخي هنريك وإيمرسون في
الهجوم.
استحوذ تشيلسي على مجريات الأمور في الشوط الأول وضغط
بشدة على فريق كورينثيانز بغية خطف هدف مبكر، ولكن الفريق البرازيلي اتبع
تعليمات مدربه جيداً وقرب من خطوطه، وتمركز بشكل جيد فضلاً عن براعة الحارس
العملاق كاسيو.
لم يجد كورينثيانز مفراً سوى في الاعتماد على
الهجمات المرتدة (سلاحه الوحيد)، ولكن عابه اللمسة الأخيرة،كما أن وجود
المدافع ديفيد لويز أراح المدرب رافائيل بنيتيز من العديد من المشاكل التي
كاد الفريق البرازيلي أن يتسبب فيها.
فقد تألق الحارس كاسيو منذ
بداية الشوط الأول، حينما تصدى لفرصة خطيرة للغاية من كاهيل الذي سدد كرة
من داخل المنطقة (من على حدود منطقة الستة ياردة)، ولكن كاسيو تمكن من
الإمساك بكرته قبل أن تتخطى خط المرمى في الدقيقة العاشرة.
وأضاع
كورينثيانز بعض الفرص في الشوط الأول بسبب تسرع لاعبيه، والخبرة التي يتمتع
بها خط دفاع النادي اللندني. ولكن الحظ وقف ضد إيمرسون في الدقيقة 34
حينما حول تمريرة جيريرو بتسديدة في القائم الأيمن للحارس بيتر تشيك لتفقد
الكرة خطورتها وتذهب لتحتسب ركلة مرمى.
الحارس كاسيو خطف
الأنظار مجدداً بعدما وقف حائلاً دون تسجيل موزيس الهدف الأول للأزرق، حيث
قام النيجيري بتصويب كرة رائعة من على حدود المنطقة ولكن حارس كورينثيانز
أبعد الكرة بأطراف أصابعه ليحولها للركنية، في أخطر هجمات اللقاء.
مع
بداية الشوط الثاني، استمر تشيلسي في انتهاج نفس أسلوبه، من خلال الضغط
على حامل الكرة، وحصار كورينثيانز في نصف ملعبه، ولكن هذا لم يمنع رفاق
تيتي من شن هجمات معاكسة عبر إيميرسون الخطير والمزعج، ولكن الخشية من
التقدم بكل ثقل الفريق للأمام ألقت بظلالها على التواجد العددي في وسط ملعب
تشيلسي.
تحسن الأداء من الفريقين، خاصة من الجانب البرازيلي
الذي بثت جماهيره الحماس في نفوس لاعبيه، وأصبح نداً للفريق الإنجليزي،
وكاد جيريرو أن يضع فريقه في المقدمة من تصويبة صاروخية من داخل المنطقة
ولكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر للحارس الدولي بيتر تشيك في الدقيقة 62.
وفي
مشهد رائع شهد عدة نقلات بالكرة، انتهت بمراوغة وتصويبة من دانيلو لتغير
الكرة اتجاهها وتذهب للقناص جيريرو الذي لم يتهاون في تصويب الكرة بالرأس
في الشباك الإنجليزية، ليعلن عن الهدف الأول لفريقه واشتعال المباراة
النهائية أمام بطل أوروبا.
أجرى بنيتيز تغييره الأول في المباراة بنزول أوسكار على حساب موزيس.
اكتسب
بطل أمريكا الجنوبية الثقة عقب الهدف ولعب بهدوء أعصاب وقدم أداء أفضل
بفضل الهدف، وعاب لاعبو تشيلسي التوتر والتسرع في إنهاء الهجمات كلما
اقتربت المباراة من لفظ أنفاسها الأخيرة. حاول البلوز بشتى الطرق ولكن
الحارس كاسيو كان له رأي آخر، بفضل تصدياته المميزة. وتلقى كاهيل بطاقة
حمراء في الدقيقة 90 بعد تدخل على إيمرسون.
ورفض الحكم احتساب هدفاً لصالح توريس بداعي التسلل في الثواني الأخيرة، ليطلق بعدها صافرة النهاية معلناً فوز كورينثيانز بالمونديال.