مرة أخرى يحلم الفراعنة بالظهور في كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخهم، وبعد تقدمهم بشكل جيد في تصفيات مونديال البرازيل 2014 اقترب الحلم من التحول إلى حقيقة، لكن عندما نفتش في ذاكرة التصفيات التي خاضها الفراعنة في الأعوام الأخيرة سنجد دروساً يجب أن يعيها المنتخب المصري حتى يتمكن من تحقيق الحلم هذه المرة قبل أن يتحول إلى كابوس في النهاية.
وبالعودة إلى بداية العقد في أول تصفيات لبطولة كأس العالم في الألفية الجديدة، سنجد أن الفراعنة كانوا أقرب المنتخبات لبلوغ مونديال كوريا واليابان عام 2002 إلا أن الإقصاء وإجهاض الحلم جاء من الصغار.
بداية سيئة
بدأ فريق محمود الجوهري مشواره الصعب بسلسلة من التعادلات في المجموعة الإفريقية الثالثة المؤهلة لمونديال كوريا واليابان 2002 التي وضعت الفراعنة في مواجهة السنغال والمغرب والجزائر وناميبيا.
فقد تعادل الفراعنة في الجولة الأولى سلبياً مع السنغال في داكار في مباراة كان أبناء الجنرال الأقرب فيها للفوز، ثم تعادلت مصر بنفس النتيجة مع المغرب في القاهرة لتترسخ العقدة المغربية.
عرقلة الصغار
وإن كان من المنطقي أن تنتهي مواجهتي الفراعنة مع السنغال والمغرب بالتعادل لأنهما منتخبان كبار في القارة السمراء، فإنه كان من غير الطبيعي أن يفشل الفراعنة في تحقيق الفوز على ناميبيا الضعيفة.
انتظر الفريق المصري كثيراً ليحقق فوزه الأول بالتصفيات الصعبة، واعتمد على أن يغزو منتخب ناميبيا في أرضه، لكن كتيبة الجوهري فوجئت بهدف لأصحاب الأرض في الشوط الثاني في ظل الهجوم المصري الرهيب.
وبدلاً من أن يبحث الفراعنة عن هدف الثلاث نقاط، تحول الأمر لجنون منتخب مصر بحثاً عن هدف التعادل وتجنب الهزيمة، حتى نجح إبراهيم سعيد في تسجيل هدف التعادل في الوقت القاتل في الدقيقة 90 ليحفظ التعادل للفراعنة.
وبدلاً من أن تنفجر مصر فرحاً بانتصار ثمين على ناميبيا الضعيفة، انتفضت الجماهير المصرية فرحاً بهدف التعادل في الوقت القاتل، ومن ينسى التعليق العفوي من ميمي الشربيني معلق المباراة عندما قالها بكل حرارة "تسلم رجلك يا إبراهيم يا سعيد، أنقذتنا".
آفة الاستهتار
واستمرت التصفيات واحتاج الفريق المصري في الجولة قبل الأخيرة أن يسجل أكبر عدد من الأهداف في مرمى ناميبيا على استاد الأسكندرية، وبالفعل نجح منتخب مصر في تسجيل 5 أهداف في الشوط الأول.
وكعادة الفريق المصري نزل في الشوط الثاني مستهتراً بالخصم ليتلقى هدفين متتاليين وتصبح النتيجة 5-2، لكن بعد ذلك سجل الفراعنة ثلاثة أهداف لينتهي الشوط الثاني بنتيجة 3-2 بصعوبة لأبناء الجوهري وتنتهي المباراة بنتيجة 8-2.
سيناريو الندم
وبسبب هدفي ناميبيا في الأسكندرية وتعادل الفراعنة معها بصعوبة في ويندهوك، احتاج الفريق المصري أن يفوز بثلاثة أهداف نظيفة على الجزائر في الجولة الأخيرة ليتأهل لكأس العالم بكوريا واليابان.
وفشل في النهاية الفراعنة في الفوز على الجزائر بأي نتيجة حيث انتهت المباراة بهدف لكل فريق، بينما تأهلت السنغال لكأس العالم 2002 بعدما نجحت فيما فشل فيه الفريق المصري وفازت على ناميبيا في أرضها بخمسة أهداف نظيفة.
ومن المفارقات في هذه التصفيات أن منتخب ناميبيا لم يسجل طوال جميع الجولات سوى 3 أهداف جميعهم في مرمى مصر، بينما تلقت 26 هدفاً.