أكثر الأمور إثارة للجدل والدراسة عقلية وثقافة الألتراس، تلك المبادئ التي ترسم خطا موحدا لجميع المجموعات في العالم لتجعلها وكأنها كيان واحد يتحرك نفس التحرك في ردود أفعال شبه موحدة والتي قام الإنترنت حديثا بدور البطولة في توحيد اتجاهات الألتراس وفي رسم شخصية عامة لفرد الألتراس والمجموعات علي اختلاف الأجناس والاتجاهات، كما ساعد أيضا علي التعاون وتكوين صداقات دولية بين المجموعات المختلفة وتقديم يد العون للمجموعات حديثة النشأة فيما يشبه مدرسة كبيرة يتعلم فيها الجميع نفس المبادئ والمناهج. وتشترك جميع مجموعات الألتراس في أربعة مبادئ رئيسية وعلي أساسها يتم الحكم علي المجموعة إن كانت مجموعة ألتراس حقيقية من عدمه وهي:
عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال التسعين دقيقة من عمر المباراة أيا كانت النتيجة: ولمجموعات الألتراس أسلوب متفرد في التشجيع يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد الأم ففي الأرجنتين والبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع التي تعزف ألحانا أقرب إلي أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية، أما في أوروبا فتعتمد مجموعات الألتراس علي الأداء القوي للأغاني والأهازيج تتخلله حركات مميزة لإرهاب الخصوم. ويقود التشجيع عادة قائد تشجيع «كابو - Capo » والذي يكون مسئولا عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات وعادة ما يخصص بالاستادات مكان مرتفع للكابو ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة، ولا تتوقف مجموعات الألتراس عن الغناء أثناء خسارة فريقها حتي بنتيجة ثقيلة فتشجيع الفريق واجبة للحفاظ علي هيبة اسم النادي ومكانة وقوة مدرجاته، ولإبراز الوفاء المنقطع النظير.
عدم الجلوس نهائيا أثناء المباريات: مجموعات الألتراس تحضر مباريات فريقها لهدف واحد فقط التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتي صافرة نهاية المباراة، لا يذهبون من أجل متعة الفرجة والمتابعة اللذين يعدونهما من أفعال المشجعين العاديين غير المنتمين للألتراس، وفي الغالب يقضي أفراد المجموعة أغلب أوقات المباراة ظهورهم للملعب منهمكين في التشجيع والغناء فالاستاد بالنسبة لهم مكان للتشجيع فقط لا غير!
حضور جميع المباريات الداخلية والخارجية أيا كانت التكلفة والمسافة: يعتبر الترحال «أو التنقل كما يطلق عليه في دول الشمال الأفريقي» خلف الفريق إحدي الواجبات الأساسية لمجموعات الألتراس والتي تقوم بتنظيم وحشد الجماهير لحضور المباريات خارج مدينة الفريق مستخدمة أرخص وسائل النقل، وتقوم مجموعات الألتراس بعمل cortege موكب أو مسيرة تضم أفراد المجموعة خلف البانر Banner أو اللافتة التي تحمل اسم وشعار المجموعة لإعلام أهل المدينة الأخري أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف فريقهم في أي مكان وأيا كانت التكلفة كماتساعد أيضا علي زيادة شعبية الأندية وانتشار ثقافة الألتراس وحب كرة القدم بوجه عام.
الولاء والانتماء لمكان الجلوس في الاستاد: لما كانت مهمة مجموعات الألتراس التشجيع وليس متابعة سير المباريات فكان لزاما عليهم اختيار منطقة مميزة داخل المدرجات يبتعد عنها المشجعون الكلاسيكيون وتنخفض فيها أسعار التذاكر، المنطقة العمياء أو الكورفاCurva بالإيطالية والفيراجVirage بالفرنسية هي ذلك المنحني خلف المرمي الذي اختارته مجموعات الألتراس ليكون مكانا خاصًا للتشجيع والمؤازرة وتعليق الباش Batch أولافتة المجموعة التي عادة ما تحمل اسم وشعار المجموعة وتحمل أكبر من ذلك «شرف المجموعة نفسها»، وتنقسم الكورفا إلي كورفا نورد Curva Nord أو الكورفا الشمالية «مدرجات الدرجة الثالتة شمال المقصورة باستاد القاهرة» والكورفا سود Curva Sud أو الكورفا الجنوبية «مدرجات الدرجة الثالثة يمين المقصورة بإستاد القاهرة»، وتخصص الاستادات العالمية أماكن ثابتة للأندية للمحافظة علي ولاء مجموعات التشجيع لمكان جلوسها التي اعتادت عليه الذي قد يلتصق بمجموعات الألتراس إلي حد إطلاق اسمه علي المجموعة كألتراس كورفا سود المحسوبة علي الميلان والكورفا نورد المؤازرة لنادي اتلانتا والتي تعتبر من أقدم وأعرق المجموعات في ايطاليا والعالم .
ولا يوجد لمجموعات الألتراس رئيس بعكس جميع أنواع روابط التشجيع، بل تتكون من مجموعة من المؤسسين الذين سرعان ما ينزوي دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة علي الوقوف علي أرض صلبة، ويدير العمل داخل الألتراس مجموعات عمل صغيرة الـTop Boys والتي تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة من تصميم وتنفيذ اللوحات الفنية وقيادة التشجيع داخل المدرجات وتنظيم الرحلات والإشراف علي مصادر تمويل المجموعة والتي يتسابق فيها أفراد الألتراس لتقديم كل إمكانياتهم وخبراتهم في الحياة العادية لخدمة المجموعة ولإنجاز العمل المكلف به علي أكمل وجه. ونري هنا التركيز الدائم علي تحرك المجموعة ككتلة واحدة وفرد واحد، فقيمة الفرد تتلخص فيما يقدمه من جهد وعطاء للمجموعة، فنراهم دائما ملثمي الأوجه غير محبين للتصوير الفردي ولا الظهور الإعلامي فالأضواء المسموح لهم أن يكونوا تحتها فقط أضواء الملاعب خلف المرمي مشجعين فريقهم طوال التسعين دقيقة من عمر المباراة. وتصف الألتراس أفرادها بأنهم أفراد لا تخطئهم عيناك مثابرون يتحلون بروح الشجاعة والإقدام والتحدي والاستعداد لبذل أي شيء من أجل إعلاء اسم ناديهم وجمهورهم وفرد الالترا يدافع عن نفسه فقط عند وقوع الخطر ولا يهاجم أحدًا وإذا هاجم ينتقل إلي فئة أخري «الهوليجانز» ويبتعد بذلك عن مبادئ الألتراس القائمة علي الدفاع، ويعتقد أعضاء الألتراس حول العالم فيما يسمي روح الالترا Ultras Spirit ، فرد الالترا يولد بتلك الروح ولا يستطيع تعلمها مهما حدث ويصفونها بأنها تلك الروح المقدامة المثابرة العالمة في صمت وجهد لتحقيق أهداف عظيمة لا يتم انجازها إلا إذا انصهرت أرواح أفراد المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها ضد الجميع من وسائل الإعلام التي تهاجمهم باستمرار وضد الفرق المنافسة وأحيانا ضد المخربين من أبناء النادي أنفسهم لذلك يطلقون علي أنفسهم "خط الدفاع الأخير" الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه ويحملون علي عاتقهم الحفاظ علي الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها.